الأربعاء, أبريل 2, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
في عمق مدينة المكلا عاصمة حضرموت الجنوبية، يوجد سوق النساء، وهو واحد من أشهر وأعرق الأسواق في المدنية، حيث تجد المرأة فيه كل ما تحتاجه من السلع التقليدية وغيرها رغم الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
ويوفر هذا السوق الشعبي كل شيء للنساء من مختلف أنواع السلع، إذ توجد به البخور واللبان، والمكسرات بأنواعها، إلى جانب الأواني المصنوعة من سعف النخيل.
ويقع السوق وسط مدينة المكلا، بين ثلاثة من أحيائها العتيقة، ويجاوره مسجد السلطان عمر والمكتبة السلطانية، الأمر الذي يجعله مركز جذب مميزا للزوار والسياح، الذين تناقصت أعدادهم بشكل كبير منذ بدء الأزمة الحالية التي تشهدها البلاد.
وتشمل السلعُ؛ الفخارَ والحُليَ والمجوهرات والإكسسوارات، والمشغولات اليدوية والخزفية، والملبوسات التقليدية وغيرها، بينما يظل السوق على هذا الحال منذ تأسيسه في بدايات القرن العشرين.
وفي هذا التقرير يستكشف “الصوت الجنوبي” أهمية هذا السوق السعبي والحيوي الذي تشتهر به مدينة المكلا بساحل حضرموت.
عمق تاريخي
تحدثت الصحفية مروى الشاعر “للصوت الجنوبي” عن أهمية هذا السوق التاريخية، وقالت “سوق النساء من أقدم الأسواق في البلاد وفي الجزيرة العربية بشكل عام، حيث تم بناء هذا السوق منذ أكثر من 100 علم وما زال يحتفظ بتراثه وبعراقته”.
وأضافت: “لقد سمي بسوق النساء لأن المرأة تجد فيه جميع ما يتعلق باحتياجاتها وأغراضها؛ سواء المنزلية أو الملابس ومحلات الذهب والفضة والسلع التي تمتاز بها حضرموت من حناء وغسة وبخور واللبان”.
وتابعت “هذا السوق يعتبر واجهة زاور مدنية المكلا من داخل البلاد أو خارجها، وكذلك الأجانب الذين يبحثون عن السلع التقليدية المعروفة في حضرموت”.
وللمرأة العاملة دور ملحوظ في التجارة، فالسوق مكان مناسب لعرض بضائعهن، ويشكل مصدر دخل جيد لهن، ويمنحهن فرصة لتحسين الوضع المادي لأسرهن.
وفي هذا الصدد، قالت أم سالم، بائعة خمسينية في سوق النساء، إن “الأسواق تشهد هذه الأيام حالة ركود نسبية بسبب الأوضاع الاقتصادية والمادية”.
وأضافت: “الأسواق صارت موسمية، بينما كانت شبة مستمرة طوال السنة في السابق “لكن نقول الحمد لله على كل حال، وإن شاء الله يتحسن الوضع وتعود الأمور لما كانت عليه”.
ورغم انتشار الأسواق بشكل كبير في المدينة، ظلت سوق النساء محافظة على وجودها وألقها وتجتذب يوميا مئات المتسوقين لا سيما في المناسبات والأعياد.
تكوين السوق
يتكون السوق من مجموعة من المحلات والحوانيت والبسطات الممتدة على طول 500 متر، تبدأ من مسجد السلطان عمر، وصولاً إلى مسجد بازرعة. ولم يكن الولوج لهذا السوق من قبل الشباب والرجال مسموحاً به في فترة من الفترات وكانت هناك حراسات مُشددة، وفق شهادة العم خالد باحميد، الذي ترعرع في المكلا.
وقال باحميد “للصوت الجنوبي”: “كانت هناك ضوابط لدخول السوق، إذ إنّه لا يسمح بدخول الرجال إلى هذا السوق إلا في حال كانوا برفقة محارمهم. هذا السوق يحافظ على خصوصية المرأة، كون المجتمع الحضرمي مجتمع محافظ. المرأة في هذا السوق تجدُ كل ما تحتاج إليه. ولا يقتصر العمل على الرجال فقط، فحتى النساء يعملن في هذا السوق”.
ورغم أنّ بعض الباعة في هذا السوق رجال، قال الفضلي: “بالطبع، لكنهم عُرفوا بالصدق والأمانة وحسن الخُلق، وفي كل الأحوال جميعهم يتجاوزون الخمسين”.
السلع
يعتبر سوق النساء مركزا لتجارة البضائع التقليدية والحرف اليدوية والسلع المتنوعة، منها على سبيل المثال:
تراجع السوق
خلال الأعوام الأخيرة، تأثرت الحركة التجارية في سوق النساء بشكل كبير بسبب وطأة الحرب المستمرة منذ أكثر من ثمانية أعوام وانعكاساتها الاقتصادية المدمرة على السكان. دفع الركود العديد من تجّار المجوهرات إلى إغلاق أبوابهم، هرباً من أعباء الإيجارات الباهظة التي تفوق قدراتهم المادية.
اضطر آخرون لإطلاق تخفيضات تصل إلى النصف في محاولة لتنشيط الحركة التجارية.
محمد بادؤود، بائع مجوهرات في سوق النساء بالمكلا، أكد “للصوت الجنوبي” أن “حركة البيع والشراء في الوقت الراهن في أسوأ حالاتها على الإطلاق”.
واختتم حديثه قائلا: “لقد أغلق كثير من التجار محلاتهم في حرب غير متكافئة المكسب والخسارة، ونأمل أن تستقر الأوضاع ليستعيد السوق أمجاده العتيقة”.
مارس 30, 2025
مارس 29, 2025
مارس 29, 2025
مارس 29, 2025