الجمعة, مارس 7, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
في خطوة تاريخية تعكس الجهود المتواصلة لتعزيز حقوق أبناء حضرموت، دشن عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج سالمين البحسني استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين مطار الريان الدولي في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت الجنوبية، ومطار القاهرة الدولي بجمهورية مصر العربية، بعد انقطاع دام لأكثر من عشر سنوات.
ويمثل هذا الإنجاز خطوة مهمة لتعزيز التواصل بين اليمن ومصر، ويعكس التزام القيادة الجنوبية بتخفيف معاناة المواطنين، خاصة أبناء حضرموت، في تنقلاتهم. حيث عانى سكان حضرموت خلال السنوات الماضية من صعوبات كبيرة في السفر، مما جعل الرحلات الجوية المباشرة ضرورية لتعزيز الروابط الإنسانية والتجارية بين البلدين.
وأشاد البحسني بالجهود المبذولة من قبل وزارة النقل والخطوط الجوية والهيئة العامة للطيران المدني، معربًا عن تقديره للتعاون المثمر بين السلطة المحلية والجهات المعنية. وشدد على أهمية استمرارية هذه الرحلات لما لها من أثر إيجابي على حركة النقل والتواصل الإنساني والتجاري بين البلدين الشقيقين.
أهمية التعاون الإقليمي
أشار اللواء البحسني، خلال عملية التدشين، إلى أن استئناف هذه الرحلات يأتي في إطار تعزيز خدمات النقل الجوي وتوفير خيارات ميسّرة للمسافرين، مؤكدًا على ضرورة دعم الحكومة المصرية وتعاونها الكبير في منح التصاريح اللازمة لاستئناف الرحلات. هذا التعاون يعكس عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين اليمن ومصر، ويعزز من مكانة حضرموت كمركز حيوي للنقل.
وفي هذا السياق، أعرب وزير النقل الدكتور عبدالسلام حميد عن سعادته بتدشين هذه الرحلات، مؤكدًا أن هذا التدشين جاء نتيجة للتعاون المشترك بين القيادة السياسية والحكومة ممثلة بوزارة النقل. وأكد أن هذا التدشين سيسهم في التخفيف من معاناة أبناء حضرموت، حيث سيقلل من مشقة السفر وقطع المسافات الطويلة للوصول إلى وجهاتهم.
التحديات المستمرة
وفي الوقت الذي تُبذل فيه القيادات الجنوبية هذه الجهود لتعزيز حقوق حضرموت، استنكر المجلس تدهور الأوضاع في المحافظة، مشددًا على ضرورة إصلاح الأوضاع بشكل عاجل. وطالب المجلس بأن يتولى أبناء حضرموت ملفي الأمن والجيش في وادي حضرموت، بالإضافة إلى ضرورة إجراء تغيير شامل وهيكلة للسلطات المحلية.
هذا التوجه يعكس رغبة أبناء حضرموت في استعادة حقوقهم وتحسين أوضاعهم المعيشية. وفي حال عدم الاستجابة لمطالبهم، قال المجلس الانتقالي إنه سيضطر إلى اتخاذ خطوات تصعيدية في كافة أنحاء المحافظة، بما فيها وادي حضرموت والساحل، حتى يتم تنفيذ المطالب التي يطالب بها الجميع.
رؤية شاملة للأمن والاستقرار
وفي لقاء موسع مع القادة العسكريين والأمنيين، أكد البحسني أهمية وضع خطط عسكرية وأمنية لمواجهة أي تطورات قد تهدد الأمن والاستقرار. وأشار إلى ضرورة استمرارية التعاون بين مختلف الجهات لتحقيق هذه الأهداف. ودعا إلى ضرورة تعزيز الجهود المبذولة في مكافحة الفساد الذي يؤثر سلبًا على الخدمات المقدمة للمواطنين.
كما تناول البحسني الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحوثي الإرهابية بحق المدنيين، مشيرًا إلى الحاجة الملحة لتحسين الأوضاع الأمنية وتفعيل دور الأجهزة الاستخباراتية لرصد وتتبّع الخلايا الإرهابية والخارجة عن النظام والقانون.
يمكن القول إن جهود اللواء البحسني في استئناف الرحلات الجوية وتأكيده على أهمية الاستعدادات الأمنية تعكس رؤية شاملة لتحسين أوضاع حضرموت. ومع استمرار التحديات، تبقى آمال أبناء حضرموت معلقة على هذه الجهود لتحقيق تطلعاتهم في الأمن والتنمية.
موقف الحضارم
في حديث “للصوت الجنوبي”، قال الصحفي هشام السعدي إنه “من المهم أن تستمر الحكومة في دعم جميع المشاريع التنموية والخدمية في حضرموت. حيث أن إعادة تشغيل مطار الريان الدولي ليست إلا البداية، بل يجب أن تتبعها خطوات جادة لتحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون”.
وأضاف: “يجب على المجتمع المحلي أن يلعب دورًا فعالًا في هذه العملية. فالمشاركة المجتمعية تعتبر من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة. ومن خلال تفعيل دور المجتمع المدني، يمكن تعزيز المساءلة وتحقيق الشفافية في إدارة الموارد. وهذا سيسهم في تعزيز الثقة بين الحكومة والمواطنين، مما يؤدي إلى استقرار أكبر في المحافظة”.
وتابع: “إن الوضع الأمني في حضرموت يشكل عاملًا حاسمًا في تحقيق التنمية. لذلك، يجب على السلطات المعنية تعزيز الجهود الأمنية وتفعيل التعاون بين الأجهزة الأمنية المختلفة. وهذا يتطلب أيضًا تحسين التدريب والتأهيل للقوات الأمنية، لضمان قدرتها على مواجهة التحديات المتزايدة”.
وأردف: “كما أن وجود خطط واضحة لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في العمل الحكومي سيساعد على تحسين صورة الحكومة أمام المواطنين. فالثقة في المؤسسات الحكومية هي الأساس لنجاح أي برنامج تنموي”.
وفيما يتعلق بموقف النائب البحسني من انتزاع حقوق أبناء حضرموت، أشار المحلل السياسي الجنوبي شكري باعلي إلى أن هذا الموقف يعكس احتياجات أبناء حضرموت الفعلية، حيث يتطلب الأمر قرارات حاسمة بدلاً من لجان متكررة. ولفت إلى أن البحسني يتواجد في الصف الأمامي بمجلس القيادة، ويعمل جاهدًا لتحقيق تطلعات أبناء حضرموت.
وأضاف باعلي: “لولا وجود البحسني في هذه المرحلة الحساسة من الملف السياسي، لكان المشهد أكثر تعقيدًا. إن عودته قد ساهمت في إعادة توجيه الجهود نحو الزخم المطلوب.” وتابع بالحديث عن التأثير الإيجابي الذي أحدثته عودته، مشيرًا إلى استقباله الحافل في الهضبة وكيف أن كاريزمته قد جعلته رمزًا للإجماع في تحقيق مطالب أبناء حضرموت.
وفيما يتعلق بسؤال حول عودة مطار ريان الدولي بعد سنوات من التوقف، أكد باعلي أن هذه الخطوة تمثل إنجازًا مهمًا لأبناء حضرموت، حيث ستساهم في تسهيل حركة السفر وتعزيز الروابط الاقتصادية. واعتبر أن استئناف الرحلات الجوية بعد توقف دام عشر سنوات يعد بادرة إيجابية لخدمة المواطنين في المحافظة والمناطق المجاورة مثل شبوة والمهرة.
وأوضح باعلي: “إن المسافات الطويلة بين المحافظات الجنوبية كانت تمثل عائقًا كبيرًا، مما جعل الناس يضطرون للسفر إلى سيئون أو عدن. لذا، فإن عودة الرحلات ستحسن من خدمات النقل وتفتح آفاق جديدة للتواصل مع العالم الخارجي.”
وأشار إلى أن هذا الافتتاح سيوفر أيضًا فرص عمل جديدة للسكان المحليين، بما في ذلك خدمات الفنادق والنقل والمطاعم، مما سيساهم في تنشيط الحياة الاقتصادية في المنطقة. واعتبر أن عودة مطار ريان، الذي يعد ثالث أكبر مطار في الجمهورية اليمنية، تمثل خطوة صحية واقتصادية وخدمية ممتازة.
وعبر باعلي عن تفاؤله بأن هذه الخطوات ستترك آثارًا إيجابية على حياة أبناء حضرموت وسبل عيشهم.
ومن جهة أخرى، يجب الإشارة إلى الدور الحيوي الذي تلعبه دول التحالف العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في دعم جهود إعادة الإعمار والتنمية في حضرموت. حيث ساهمت هذه الدول في تأهيل المطار وتزويده بأحدث الأجهزة والمعدات، مما يعكس التزامها بدعم الشعب اليمني في هذه المرحلة الحرجة.
مارس 6, 2025
مارس 6, 2025
مارس 6, 2025
مارس 6, 2025