السبت, مارس 22, 2025
تقرير خـاص _ الصوت الجنوبي
مطلع الأسبوع الجاري الـ 15 من مارس، زار الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مدينة المكلا عاصمة حضرموت، رفقة عدد من وزراء الانتقالي في الحكومة، في زيارة استمرت نحو ثلاثة أيام.
زيارة الرئيس الزُبيدي تأتي في سياق جهوده لتعزيز التواصل المباشر مع أبناء الجنوب، حيثُ قام بتنفيذ زيارات ميدانية إلى جميع المحافظات الجنوبية، في خطوة تعكس التزامه بالوقوف على احتياجات المواطنين، ومتابعة الملفات الخدمية والأمنية والاقتصادية عن كثب، إضافةً إلى دعم الجهود الرامية لاستكمال تحرير المناطق التي لا تزال تحت السيطرة اليمنية.
الرئيس الزُبيدي وإعادة ترتيب الأولويات
تكتسب هذه الزيارات أهمية استراتيجية، حيث تعكس رؤية القيادة الجنوبية في إعادة ترتيب الأولويات وفقًا لمتطلبات المرحلة، وتعزيز حضور المجلس الانتقالي الجنوبي كقوة سياسية وإدارية مسؤولة عن إدارة الجنوب. كما تشكّل هذه الجولات منصة لتكريس واقع سياسي جديد، يعيد الثقة بين القيادة والشعب، ويؤكد التزام المجلس بتحقيق التطلعات الوطنية في الاستقرار والتنمية واستعادة الحقوق.
زيارة الرئيس الزُبيدي إلى حضرموت كانت لها أبعادًا استراتيجية، نظرًا لمكانة المحافظة الحيوية ودورها المحوري في مستقبل الجنوب. وقد شملت الزيارة تقييم الأوضاع العامة، ودعم الجهود الأمنية لاستكمال تحرير مناطق وادي حضرموت من القوى اليمنية، وتعزيز الاستقرار في بقية مناطق المحافظة، إلى جانب بحث الملفات الخدمية والاقتصادية، وفي مقدمتها الكهرباء والصحة والتعليم.
كما تأتي هذه الزيارة عقب نجاح الحوار الجنوبي الشامل، ما يعكس توجّه القيادة نحو ترسيخ مخرجات الحوار على أرض الواقع، ورسم ملامح المرحلة القادمة، بما يضمن تمكين أبناء الجنوب من إدارة شؤونهم، ووضع حضرموت في موقعها الطبيعي ضمن إطار الدولة الجنوبية الفيدرالية القادمة.
دلالات سياسية في توقيت حاسم
تتزامن هذه الجولات مع شهر رمضان المبارك، ما يمنحها بعدًا سياسيًا وإداريًا إضافيًا، حيثُ تؤكد على حضور القيادة الجنوبية إلى جانب المواطنين في هذه المرحلة الحساسة، وحرصها على متابعة التطورات عن قرب. كما أنها تعزز من شرعية الرئيس الزُبيدي كقائد سياسي مفوض شعبيًا، وترسّخ دوره في التعبير عن الإرادة الجنوبية ومشروعها السياسي، بوصفه رجل الدولة القادر على قيادة الجنوب نحو مستقبل أكثر استقرارًا وسيادًة.
وقد شملت زيارة الرئيس الزُبيدي إلى حضرموت عقد لقاء موسع بمختلف شرائح المجتمع الحضرمي في المكلا، بحضور محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، ورئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الأستاذ علي الكثيري، وعدد من قيادات المجلس الانتقالي، ووزراء الحكومة.
كما ترأس الرئيس الزُبيدي أجتماعًا للمكتب التنفيذي بمحافظة حضرموت، وزار المنطقة العسكرية الثانية واطلع على مدى جاهزية قوات النخبة الحضرمية واستعدادها القتالي، بحضور قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن طالب بارجاش، وفي ذات السياق فقد تفقد المستشفى العسكري التابع للمنطقة العسكرية الثانية ومدى الإنجاز المقدم فيه.
إشادة بالزيارة ووقوف مع المواطن
عقب مغادرة الرئيس الزُبيدي لحضرموت، اصدر رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت، العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، بيان صحفي، عبّر خلاله عن إشادته الكبيرة بزيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي إلى مدينة المكلا، عاصمة حضرموت.
واعتبر المحمدي، إن هذه الزيارة تأتي في وقت حساس تمر فيه حضرموت بمنعطفات كثيرة ومؤشرات سياسية خطيرة من شأنها أن تقوض حالة الأمن والاستقرار التي تعيشها مديريات ساحل حضرموت، مشيرًا إلى إن زيارة الرئيس الزُبيدي تعكس التزام القيادة الجنوبية بدعم أمن واستقرار حضرموت، وتعزيز الموقف الجنوبي في مواجهة التحديات السياسية الراهنة.
كما أشاد البيان بموقف الرئيس الزُبيدي الثابت في دعم مطالب أبناء حضرموت في إدارة محافظتهم بأنفسهم، وحرصه على تأمينها من المخاطر والتحديات التي تواجهها. موضحًا أن هذا الموقف يعكس فهمًا عميقًا لاحتياجات المنطقة ورغبة حقيقية في تحقيق التنمية والاستقرار.
كما ثمّن البيان، تفهم الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي لحاجة أبناء المحافظة إلى ضرورة توفير الخدمات الأساسية، والتوجيه بتوفير شحنة عاجلة من مادة المازوت لتشغيل الكهرباء والحد من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، والتي أرقت حياة المواطنين لا سيما ونحن في شهر رمضان الكريم، فضلاً عن النتائج المثمرة المتمخضة عن لقاءات الوزراء المرافقين للرئيس مع قيادة السلطة المحلية بالمحافظة .
وأشار البيان إلى أن زيارة الرئيس الزُبيدي، كانت محل ترحيب كبير من قبل أبناء حضرموت، الذين عبروا عن تقديرهم ووفائهم للقيادة الجنوبية، وأن ذلك ليس بغريب عليهم؛ فقد لعب أبناء حضرموت دورًا تاريخيًا في إشعال فتيل الثورة الجنوبية ومواجهة طغيان الاحتلال اليمني. وإن هذا الترحيب يعكس عمق العلاقة بين القيادة والشعب، ويعزز من روح التضامن والتكاتف في مواجهة التحديات.
كما ثمّن البيان، اهتمام الرئيس الزُبيدي بقضايا وادي حضرموت، وعدم التفريط فيه، وضرورة تمكين أبنائه من إدارته، مؤكدًا على أهمية زيارته للوادي في المستقبل القريب، وذلك للوقوف عن قرب على احتياجات أبناء وادي حضرموت والمساهمة في تعزيز الاستقرار والتنمية.
كما أكد البيان، على أن الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت ستعمل على تعزيز التعاون مع السلطة المحلية بحضرموت، وتطبيق مبدأ الشراكة لتحسين الخدمات، وتعزيز الإيرادات، وتشجيع الاستثمار بما يخدم المواطن ويحقق التنمية المستدامة في المحافظة.
تحركات الرئيس والضربات الأمريكية
ويرى مراقبون سياسيون، أن تحركات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، الميدانية والتوجّه في زياراته إلى عموم محافظات الجنوب تأتي بالتزامن مع قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه عملياتها العسكرية وشن غارات جوية مكثفة على المناطق تحت سيطرة جماعة الحوثي الارهابية بحسب تصنيفها.
وأن الهدف الأساس من هذه العمليات العسكرية هو إضعاف القدرات العسكرية لجماعة الحوثي وتدمير ترسانته العسكرية التي باتت تشكل خطرًا على ممر الملاحة الدولية في البحر الأحمر وتهدد الأمن والسلم الدوليين، ثم سيلحق ذلك توجيه ضربات صاروخية تستهدف قيادات الصف الأول للجماعة بغية فقدانها القوة واضعاف تأثيراتها في المعادلة السياسية في الأزمة اليمنية مستقبلاً.
موضحين أن امريكا ونظراً للطبيعة الجغرافية والتضاريس في مناطق سيطرة جماعة الحوثي في حاجة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي أكثر من أي وقت مضى، نظراً لما يمتلكه من قوات عسكرية وروح قتالية في صفوف قواته التي خاضت قتالاً برياً ولها معرفة بالطبيعة والتضاريس الجغرافية.
مؤكدين إن الخشية من احتمال تمدد نشاط جماعة الحوثي إلى المحافظات الجنوبية الشرقية، جعل امريكا أن توكل مهمة عدم حصول ذلك إلى المملكة العربية السعودية والتي قامت مؤخراً باستدعاء عمرو بن حبريش رئيس حلف قبائل حضرموت، في الوقت الذي تشير بعض التصريحات الأمريكية من إمكانية توسع العمليات العسكرية الأمريكية لتشمل بعض المناطق التي تحت سيطرة قوات الحكومة الشرعية واستهداف الجماعات الارهابية أو تلك التي تدعمها الجماعة الحوثية.
مارس 22, 2025
مارس 22, 2025
مارس 22, 2025
مارس 22, 2025