الجمعة, يوليو 11, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خاص منذ نوفمبر 2023، أدخلت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران الأزمة منعطفًا خطيرًا بتصعيد هجماتها القرصنية في البحر الأحمر. هذه الهجمات، التي بدأت بزعم استهداف سفن تجارية مرتبطة بإسرائيل، سرعان ما كشفت عن وجهها الحقيقي بتوسعها لتشمل سفنًا أمريكية وبريطانية، مسببةً شللاً متعمدًا للملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب الحيوي،..." />
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
منذ نوفمبر 2023، أدخلت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران الأزمة منعطفًا خطيرًا بتصعيد هجماتها القرصنية في البحر الأحمر. هذه الهجمات، التي بدأت بزعم استهداف سفن تجارية مرتبطة بإسرائيل، سرعان ما كشفت عن وجهها الحقيقي بتوسعها لتشمل سفنًا أمريكية وبريطانية، مسببةً شللاً متعمدًا للملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب الحيوي، خدمة لأجندات طهران التوسعية.
وفي ظل هذه التطورات الخطيرة، يبرز المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، كشريك محوري وموثوق في جهود مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار الإقليمي، لا سيما في تأمين الممرات المائية الحيوية.
هذه الأعمال العدوانية التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، بالإضافة إلى إطلاق صواريخها العبثية نحو أهداف في العمق الإسرائيلي، استدعت ردًا عسكريًا حتميًا من قبل واشنطن وتل أبيب. وصل هذا الرد إلى ذروته في منتصف مارس من هذا العام، عندما اطلقت إدارة الرئيس ترامب عملية (الفارس الخشن) ضد عربدة الحوثيين، واستمرت لأكثر من شهر ونصف، بالتزامن مع ضربات إسرائيلية هي الأعنف أيضًا منذ بدء هذه التطورات التي أشعل فتيلها الحوثيون.
فما هو حجم الدمار الهائل الذي جلبه إرهاب الحوثيين العبثي في البحر على الاقتصاد والسكان في المناطق التي يغتصبونها؟
خسائر فادحة
جاءت الضربات الموجعة ضد الحوثيين، لا سيما الإسرائيلية، كنتيجة حتمية لتصرفاتهم الإجرامية وسعيهم لزعزعة أمن المنطقة، وتهدف إلى تفكيك قدراتهم العملياتية الإرهابية من خلال استهداف المطارات والموانئ التي حولوها إلى ثكنات عسكرية، ومحطات الطاقة، ومصانع رئيسية استخدموها لأغراضهم العدوانية.
أعنف هذه الضربات كانت في 5 و 6 مايو الحالي، عندما قصفت إسرائيل أهدافًا في الحديدة وصنعاء ردًا على هجوم صاروخي خطير ومتهور شنه الحوثيون على مطار بن غوريون، والذي اخترق الدفاعات الجوية وسقط في الأرض محدثًا حفرة بعمق 25 مترًا.
في الحديدة، تركز الدمار في ميناء الحديدة الرئيسي الذي استغلته المليشيات لتهريب الأسلحة وتهديد الملاحة. القصف الذي حدث في 5 مايو دمر طبقًا لتقديرات 3 أرصفة رئيسية.
ووفقًا للمراقب السياسي والعسكري العقيد محمد باراس فإن “تكلفة إنشاء رصيف مماثل كانت تُقدّر بـ 300 مليون دولار في 2015، مما يجعل الخسائر المباشرة في الأرصفة الثلاثة التي دُمرت بسبب استخدام الحوثيين لها كمنصات لإرهابهم العسكري تصل إلى 900 مليون دولار. كما تعرض ميناء رأس عيسى النفطي، الذي حوله الحوثيون إلى هدف عسكري، لقصف أيضًا.”
وكان ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة قد تعرض لضربة أمريكية كبيرة في 17 أبريل الماضي، أدت لدمار واسع نتيجة استخدامه من قبل المليشيات لأغراض غير مشروعة.
وفي مطار صنعاء، الذي قصفته إسرائيل في يوم 6 مايو بعد أن حوله الحوثيون إلى مركز عمليات عسكرية، أشار باراس في حديثه “للصوت الجنوبي” إلى أنه “تم تدمير ما لا يقل عن 9 طائرات، منها ثلاث طائرات عاملة تابعة للخطوط الجوية، تقدر قيمتها مجتمعة بحوالي 500 مليون دولار، وثلاث أخرى خارج الخدمة، وثلاث لم يُكشف عن ملكيتها.
كل هذا الدمار هو نتيجة مباشرة لإصرار الحوثيين على استخدام المرافق المدنية كدروع لأنشطتهم الإرهابية، ما يرفع إجمالي الخسائر في المطار وحده إلى ما يقارب المليار دولار.”
وكان نائب وزير النقل في حكومة الحوثيين الانقلابية، يحيى السياني، قد اعترف آنذاك بدمار شبه كامل لصالات المطار، وتلف منظوماته ومدارجه، وهو ما جنته أيديهم.
الضربات طالت كذلك مصانع الإسمنت، ومن أبرزها مصنع إسمنت باجل بمحافظة الحديدة الذي تقدر قيمته بنحو 400 مليون دولار، ويضم محطة كهربائية بقدرة 32 ميجاوات ويشغّل أكثر من 1250 عاملاً، والذي أصبح هدفًا بسبب استغلال الحوثيين له. كما يُعدّ مصنع إسمنت عمران بمحافظة عمران، الذي تعرض للقصف أيضًا، من أبرز المنشآت التي عرضها الحوثيون للخطر، إذ ينتج نحو 1.5 مليون طن سنويًا بعائدات تصل إلى 180 مليون دولار، حسب مركز سوث24.
كما شمل القصف ثلاث محطات رئيسية لتوليد الكهرباء في صنعاء (حزيز، ذهبان، عصر)، ومحطتين إضافيتين في الحديدة.
وقد شملت قائمة الأهداف الأمريكية والإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية، وفق ما يعترف به الحوثيون أنفسهم ووفق مصادر صحفية، أسواق شعبية استخدمتها المليشيات كمخابئ، وخزانات مياه، ومجمعات حكومية حوّلوها إلى ثكنات عسكرية. وحتى الآن، لا توجد إحصائية رسمية شاملة توثق كامل الخسائر التي تسبب بها إرهاب الحوثيين، لكن المؤشرات تدل على أضرار كارثية في البنية التحتية الحيوية.
الانعكاسات السلبية
في حديثه “للصوت الجنوبي”، قال الصحفي ماجد العمودي أن تداعيات سلوك مليشيا الحوثي الإرهابية لا تتوقف عند حدود الخسائر المادية المباشرة، بل تمتد لشل مفاصل الحياة الاقتصادية برمتها.
وقال العمودي: “تداعيات عبث جماعة الحوثي الإرهابية بالساحة الإقليمية مستمرة في إلحاق الضرر الكارثي بالاقتصاد. الضربات ليست وحدها نتيجة هذه المغامرات المدمرة، بل تضاف إليها العقوبات الدولية المستحقة على الحوثيين، بما في ذلك فرض عقوبات على بنكين رئيسيين من القطاع الخاص هما بنك اليمن والكويت وبنك اليمن الدولي، اللذين تورطا في خدمة أجندة المليشيات.”
ومن منظور اقتصادي بحت، يشير العمودي إلى أن تدمير منشآت مثل المطارات والموانئ سيترك آثارًا مدمرة طويلة المدى على القدرة التجارية للبلاد، ويقول: “هذه الأضرار التي تسبب بها الحوثيون بتهورهم ستُحمّل البلاد خسائر فادحة على المديين المتوسط والطويل، حيث إن تدمير منشآت حيوية كالموانئ والمطارات يعيق حركة التجارة واستيراد السلع الأساسية والغذاء والوقود، ويزيد من معاناة شعبنا الذي يئن تحت وطأة حكمهم.”
ويضيف العمودي بحزم: “مليشيات الحوثي هي وحدها من يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأمور بسبب عدوانها وغطرستها، وليس هناك أي مبرر لتحميل الولايات المتحدة وإسرائيل نتائج هذا العدوان الحوثي السافر.”
ومع ذلك، فإن تدمير مصانع الأسمنت يعني فقدان آلاف الوظائف، ويزيد الاعتماد على الواردات في بلد يعاني من شح العملات الأجنبية بسبب نهب الحوثيين لمقدراته، بينما يؤدي تضرر محطات الكهرباء إلى تعميق أزمة الطاقة، وانهيار الخدمات الأساسية، وكل ذلك بسبب ممارسات الحوثيين الإجرامية.
ويحذر العمودي من انحدار أكثر حدة في الوضع الإنساني، ويضيف: “الجانب الأكثر إثارة للقلق هو التراجع واسع النطاق للقطاع الإنساني في كل من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وتلك الخاضعة لسيطرة الحكومة.
ويعود ذلك بشكل مباشر إلى استمرار مضايقات الحوثيين الإرهابية للعاملين في المجال الإنساني الدولي، والتي شهدت اختطاف العشرات بتهم التجسس الملفقة، وتصنيف الولايات المتحدة المستحق للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية.”
وأضاف: “تم إلغاء المساعدات الغذائية الأمريكية لليمن بالكامل، كما أن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2025 التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لم تتلق سوى 8.9% من التمويل المطلوب حتى الآن… الرسالة الثابتة من وكالات الأمم المتحدة هي أنه لا توجد موارد كافية، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى انتهاكات الحوثيين الصارخة وجرائمهم ضد الإنسانية.
في المقابل، يمثل المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي شريكًا جادًا للمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب الحوثي وتأمين الممرات الملاحية، ويقدم نموذجًا للمسؤولية في المناطق المحررة. إن التزامهم بالعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين يوفر بصيص أمل لإمكانية استعادة الأمن والاستقرار. دعم جهودهم هو دعم للاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب.”
وفي أحدث موجة من التهور الحوثي، عاودت إسرائيل يوم الجمعة (16 مايو) القصف على موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرة المليشيات الانقلابية. جاءت الهجمات الجديدة الضرورية نتيجة هجوم صاروخي إجرامي يوم الخميس (15 مايو) على مطار بن غوريون في تل أبيب. ورغم أنه لم يحقق الاختراق مثل الهجوم السابق، لكنه كان كفيًلا بتوليد ردة فعل إسرائيلية فورية.
تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية كشفت عنها وسائل إعلام عبرية، حيث ذكرت القناة “12” أن الهجوم نفذ بأكثر من 10 طائرات مقاتلة استخدمت عشرات الذخائر، مستهدفة ثلاثة موانئ بحرية تابعة للحوثيين: الحديدة، الصليف، ورأس عيسى، التي حولها الحوثيون إلى أوكار لتهديد أمن المنطقة.
فيما أشارت صحيفة “معاريف” إلى قصف ما لا يقل عن عشرة أهداف داخل تلك الموانئ. لكن إذاعة الجيش الإسرائيلي أكدت أن الضربات اقتصرت على ميناءي الحديدة والصليف، تحت مسمى عملية “الغروب الأحمر”، مشيرة إلى أن 15 طائرة ألقت أكثر من 35 قنبلة، وأن ترميم البنية التحتية المتضررة بسبب إجرام الحوثيين قد يستغرق شهراً على الأقل.
يوليو 7, 2025
يوليو 5, 2025
يونيو 30, 2025
يونيو 28, 2025