الإثنين, أبريل 7, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
كثف دبلوماسيون وسفراء سعوديون مؤخرا من زياراتهم ولقاءاتهم مع مجموعة أطراف سياسية في اليمن بما فيها حزب الإصلاح، للتباحث حول الملف اليمني والأزمة التي دخلت عامها الثامن.
وفي مطلع مارس الجاري، التقى وفد عسكري سعودي بعدد من القادة العسكريين المتهمين بالارتباط بحزب الإصلاح الإسلامي، بمحافظة شبوة جنوب اليمن، لأول مرة منذ هزيمة القوات الموالية للحزب في أغسطس الماضي في مواجهات مع السلطة المحلية والقوات الجنوبية.
وتزامن اللقاء مع تحركات سعودية أخرى في جنوب اليمن، في ظل المحادثات المباشرة بين الرياض وجماعة الحوثي المدعومة من إيران المستمرة منذ أشهر، والتوترات السياسية داخل مجلس القيادة الرئاسي اليمني الذي لم يلتم شمله في الرياض أو عدن خلال الأسابيع الأخيرة.
وتركزت التحركات على الجانبين العسكري والأمني عبر زيارة الجبهات مع الحوثيين واللقاءات مع القادة العسكريين في الداخل، وفي مقدمتهم قيادة قوات درع الوطن التي دعمت السعودية تشكيلها وأصدر رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي قراراً بتأسيسها في وقت سابق.
وطرحت هذه التحركات تساؤلات حول دوافعها وتوقيتها، ومساعي الرياض في ظل التطورات المحلية والإقليمية التي توجت، مؤخرا، بتوقيع اتفاقية إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، برعاية الصين، والتي من المتوقع أن تلقي بظلالها وتأثيرها على الملف اليمني.
وفي 1 مارس الجاري، قالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إنَّ وفدا من قيادة قوات التحالف العربي التقى في محافظة شبوة عددًا من القادة العسكريين بالجيش اليمني وأظهرت صور الوفد السعودي مع القادة المحليين في منطقة صحراوية.
وأضاف البيان: ” تمَّ خلال اللقاء مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وأكد الوفد أهمية إقامة يمن سعيد يستوعب المكونات اليمنية كافة، وذلك في سبيل إنهاء الأزمة ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق.”
وفي اليوم اللاحق، زار قائد قوات الدعم والإسناد في القوات المشتركة للتحالف العربي، اللواء السعودي سلطان البقمي، جبهة ثرة ضد الحوثيين في محافظة أبين برفقة وزير الدفاع اليمني الفريق محسن الداعري. وفي 4 مارس، التقى البقمي بقائد قوات درع الوطن، العميد بشير المضربي في عدن.
وفي 5 مارس، التقى اللواء السعودي بعضو مجلس القيادة الرئاسي، العميد طارق صالح، في مدينة المخا الساحلية في تعز، بعد أيام فقط من زيارة للأخير إلى مدينة تعز الخاضعة لحزب الإصلاح [الجزء المحسوب على الحكومة اليمنية].
في أثناء ذلك، جمع لقاء في 4 مارس بمدينة سيئون، قائد غرفة التحالف في وادي وصحراء حضرموت، المقدّم السعودي علي المطيري، بمحافظ المحافظة مبخوت بن ماضي، وبحضور قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الركن صالح طيمس.
وتزامن اللقاء مع زيارة أجراها رئيس الوزراء اليمني الأسبق، خالد بحاح، إلى حضرموت، ألقى فيها بتصريحات داعمة للقوات الشمالية في المحافظة الغنية بالنفط وسلبية تجاه القوات الجنوبية، في مواقف أثارت الجدل وخالفت توجهات سابقة للرجل.
وخارج اليمن، التقى ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، في 7 مارس، برشاد العليمي وأعضاء من المجلس الرئاسي اليمني في الرياض، بغياب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي وعضوين آخرين قريبين من الإمارات.
وأفادت (واس) أنَّه جرى خلال الاجتماع استعراض مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، والتأكيد على استمرار دعم المملكة للمجلس والحكومة اليمنية والشعب اليمني الشقيق، ودعم كل الجهود للتوصل لحل سياسي شامل في اليمن برعاية الأمم المتحدة لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في اليمن.
وفي 13 مارس الجاري، أظهر المجلس الانتقالي الجنوبي موقفا واضحا من هذه المحادثات. وقال الممثل الخاص لرئيس الانتقالي، عمرو البيض لصحيفة الجارديان البريطانية: “ليس لدينا اعتراض على المحادثات السعودية-الحوثية السرية إذا اقتصرت على إجراءات بناء الثقة أو أمن الحدود بين الطرفين.”
ونقلت الصحيفة عن المسؤول أنَّ “المجلس الانتقالي الجنوبي ليس ملزم بأي اتفاق بين السعودية والحوثيين إذا امتد ليشمل قضايا الإدارة والأمن أو توزيع الموارد في الجنوب.”
وحتى الآن لا يبدو أن هذه اللقاءات توصلت إلى نتيجة نهائية، إلا أن المؤشرات السياسية توضح أن الاطراف اليمنية والحكومة غير جادة في الوصول إلى حل للأزمة في اليمن، بينما يبذل المجلس الانتقالي الجنوبي جهودا كبيرة للوصول إلى تسوية سياسية عادلة، تضمن لليمن الجنوبي واليمن الشمالي الاستقرار السياسي.
أبريل 5, 2025
مارس 30, 2025
مارس 22, 2025
مارس 20, 2025