الأربعاء, أبريل 9, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
أصبحت قضية جنوب اليمن ومستقبله السياسي أحد أبرز القضايا السياسية المطروحة من قبل السياسيين الجنوبيين، والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يناصره السواد الأعظم من سكان الجنوب، في سبيل الوصول إلى سلام عادل في اليمن.
فسيطرة مليشيا الحوثي الإيرانية على صنعاء (مقر المليشيات) في أيلول/سبتمبر 2014، أثبتت للجنوبيين أن السلام في اليمن لن يتحقق في إطار دولة موحدة، في ظل هيمنة القوى الشمالية على صناعة القرار في اليمن.
وفي 22 سبتمبر/أيلول 2014، وقع الفرقاء السياسيون اتفاقا عُرف باسم “السلم والشراكة” برعاية أممية، وينص على أن يجري الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي محادثات سعيا وراء تشكيل حكومة كفاءات تتضمن جميع ألوان الطيف السياسي اليمني في غضون شهر من توقيع الاتفاق، إضافة إلى تعيين مستشارين للرئاسة من الحوثيين والحراك الجنوبي مع استمرار حكومة محمد سالم التي استقالت ثم كُلفت بتصريف الأعمال في البلاد.
وتحالف الحوثيون مع الوحدات العسكرية الموالية لرئيس النظام السابق، علي عبد الله صالح، واستولوا في أكتوبر/تشرين الأول 2014، على ميناء الحديدة على البحر الأحمر، والذي يمثِّل نقطة دخول حيوية للواردات والمساعدات الإنسانية إلى المدن الشمالية من البلاد.
وتصاعد الصراع في اليمن عام 2015، عندما بدأت السعودية شنَّ ضربات جوية لمنع الحوثيين من السيطرة على المزيد من المدن اليمنية لا سيما في الجنوب، واستعادة سلطة الحكومة المعترف بها دوليا.
ففي يناير/كانون الثاني 2015، استولى الحوثيون على القصر الرئاسي في صنعاء، وحاصروا مقر إقامة الرئيس الأسبق عبد ربه منصور هادي وتحفظوا عليه، إلا أن هادي لجأ إلى العاصمة عدن بعد إفلاته من أيدي الحوثيين مؤكداً شرعيته وأحقيته في الحكم من مسقط رأسه في الجنوب.
في 25 مارس/آذار 2015، أطلق تحالفٌ عسكري من عشر دول تقوده السعودية “التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن” مستهدفا “معاقل الحوثيين” غارات جوية على المطارات والقواعد العسكرية، ومراكز القيادة والسيطرة التي استولى عليها الحوثيون في صنعاء، ومحافظات أخرى تخضع لسيطرة المليشيات.
وجاء تدخل التحالف بناء على طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لاستعادة الشرعية في اليمن، عقب سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء، ومعظم محافظات الشمال اليمني وزحفهم نحو المحافظات الجنوبية.
وفي 21 أبريل/نيسان 2015، أعلن التحالف عن التحول من عملية “عاصفة الحزم” العسكرية إلى عملية “إعادة الأمل”، وذلك بعد تحييد القدرات الصاروخية للجيش السابق المؤيد للحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وتمكن التحالف في يوليو/تموز 2015 من إخراج الحوثيين وقوات صالح من مدينة عدن، في العملية العسكرية المسماة بـ”السهم الذهبي”.
وفي أغسطس/آب 2015، استعادت القوات الموالية للحكومة خمس محافظات جنوبية أخرى، إلى جانب مدينة مأرب الواقعة شمال شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، وفقا لـ”BBC”.
وبحلول 22 سبتمبر/أيلول 2015، عاد الرئيس عبد ربه هادي إلى عدن قادماً من الرياض، بعد استعادة المحافظات الجنوبية الأخرى، من قبضة الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، خلال معارك عنيفة استمرت لنحو ستة أشهر.
في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2019 وقعت الأطراف المتمثلة في قوات الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي (الحامل الرسمي لقضية شعب الجنوب) على اتفاق برعاية السعودية في العاصمة الرياض يتضمن ترتيبات اقتصادية وإدارية وعسكرية وأمنية.
وفي مارس/ آذار 2020، وصل المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، مدينة مأرب، في أول زيارة له للمدينة منذ توليه المنصب، وذلك في مسعى لوقف القتال بين القوات الحكومية والحوثيين على أطراف المدينة الغنية بالنفط.
وأودت الحرب اليمنية بحياة عشرات الآلاف حتى الآن، تبعا لمنظمة الصحة العالمية، إذ تسبب الصراع الدائر في اليمن في حدوث أزمة إنسانية كبيرة في البلاد حيث أصبح نحو أربعة عشر مليون شخص يواجهون خطر المجاعة.
وفي ذات الوقت، يبذل المجلس الانتقالي الجنوبي جهودا كبيرة لرأب الصدع في اليمن، والوصول إلى حل سياسي يفضي إلى فك الارتباط مع اليمن الشمالي، الذي يطالب به أيضا أبناء الجنوب.
ويؤكد المجلس الانتقالي، في كل بياناته ولقاءاته الإقليمية والدولية أنه لا سبيل للوصول إلى السلام في اليمن دون النظر إلى قضية الجنوب.
أبريل 8, 2025
أبريل 5, 2025
مارس 30, 2025
مارس 22, 2025