الثلاثاء, أبريل 8, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي توحيد القوى والجهود في محافظات الجنوب، لا سيما وأن المرحلة الراهمة تتطلب صوتا جنوبيا واحدا يقول كلمة الشعب، من أجل استعادة الدولة، التي اجتاحتها قوى الشمال بالقوة.
وفي سبيل تحقيق ذلك وخلق اصطفاف جنوبي يقاسم المجلس هموم القضية التي ينضال من أجلها، شكل المجلس الانتقالي لجان معنية بالحوار مع السياسيين والأكاديميين والقبليين ورؤساء المكونات الجنوبية في الداخل وفي الخارج، لتقريب وجهات النظر، وتوحيد الطاقات والأهداف التي تلتقي جميعها عند استعادة دولة الجنوب.
وشهدت الساحة الجنوبية انتصارات وأحداث سياسية عديدة على مختلف الأصعدة، إلا أن الاصطفاف الجنوبي الذي تجلّى في اللقاء التشاوري الجنوبي للأطراف السياسية والمدنية، والذي احتضنته العاصمة عدن، يوم الخميس الماضي، كان هو الحدث الأكبر حتى الآن.
وفياللقاء الذي انطلقت أعماله في جلسة افتتاحية حضرها قادة وشخصيات بارزة، ألقى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عضو مجلس القيادة الرئاسي، الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، خطابًا تحدث فيه عن أهمية اللقاء التشاوري والحوار لحل الخلافات.
وجاء ذلك بحضور قادة جنوبيين بارزين مثل وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي الذي أفرج عنه الحوثيون مؤخرًا في اتفاق تبادل الأسرى مع الحكومة اليمنية، ومحافظين ووزراء ورؤساء الأطراف المشاركة.
وقال الرئيس الزبيدي: “إن هذا اللقاء هو عهد جديد من النضال لتعزيز وحدة الصف الجنوبي وهو تجسيد لنهج التصالح والتسامح الجنوبي”، داعيا إلى مواصلة الحوار الوطني الجنوبي “مع الجميع دون استثناء”.
وتحدَّث الرئيس القائد عن محاولات لتشتيت جهود الجنوبيين نحو استعادو دولتهم التي قال إنًّها تعرضت للاحتلال في أعقاب العام 1990.
وأشار الزبيدي إلى الرمزية التاريخية ليوم 4 مايو الذي ينعقد فيه اللقاء التشاوري، وهو يوم “إعلان عدن التاريخي” الذي فوضت فيه مليونية جماهرية في عدن الزعيم الجنوبي لتشكيل المجلس الانتقالي عام 2017.
وأضاف: “أن المرحلة مفصلية، وحافلة بالأحداث والمتغيرات المُهمة التي ستُرسم على ضوئها خارطة مستقبل منطقتنا، وهو ما يتطلب مِنا أن نكون بحجمها وعند مستوى تحدياتها، يقظين لأي محاولة لتشتيت الجهود”.
وجدد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي تأكيد المجلس على دعم جهود التحالف بقيادة السعودية والمجتمع الدولي لوقف الحرب في اليمن وإحلال السلام، لكنَّه شدد على ارتباط ذلك بمحورية “قضية شعب الجنوب “؛ وقال إن حل هذه القضية “هو مفتاح السلام المستدام”.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام، قال الناطق الرسمي لفريق الحوار الوطني الجنوبي نصر هرهرة: إنَّ “اللقاء التشاوري سوف يستمر لأربعة أيام متتالية تجري فيها جلسات مغلقة لمناقشة العديد من الملفات”.
وأضاف في تصريحات مصورة لمركز سوث24: أن “هذا اللقاء التشاوري سينتج عنه الميثاق الوطني الجنوبي وسيتم مناقشة هذا الميثاق خلال هذه الأيام، بعكس ما يروج له البعض عن مشاريع جاهزة ومعدة سلفا”.
وقالت مصادر أنًّ هناك العديد من الملفات التي سيتم مناقشتها ضمن اللقاء التشاوري في عدن إلى جانب الميثاق الوطني، مثل شكل الدولة التي يتطلع لها السكان، وكذلك موقع قضية الجنوب من مفاوضات وجهود إنهاء الحرب في اليمن.
وذكرت المصادر أنَّ اللقاء التشاوري سيناقش أيضًا المشاركة في صنع القرار، وهو ما يرجح أن تركز عليه عميلة هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي التي تستهدف ضم شخصيات وأطراف جديدة.
وكان الزبيدي قد أعلن، الأربعاء الماضي، قرب تنفيذ الشق السياسي من عملية الهيكلة بعد اللقاء التشاوري. وأشار أيضا إلى تغيير جذري على المستويين الأمني والعسكري.
وشارك في اللقاء أطراف سياسية ومدنية وقبلية هامة في جنوب اليمن مثل المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، والتحالف الموحد لأبناء شبوة، وقيادة الهبة الحضرمية الثانية، والمجلس الأعلى للحراك الثوري والمكتب السياسي للحراك الثوري والتجمع الديمقراطي الجنوبي.
كما شارك أيضاً العديد من الأفراد المستقلين والكيانات الأخرى، مثل الشيخ حسن الجابري، قائد الهبة الحضرمي.
وقال الجابري: “جئنا مشاركين باسم الهبة، ونتطلع أن يرسم اللقاء التشاوري خارطة طريق للدولة الفيدرالية المنشودة”.
ومنذ قرابة عامين، تطالب الهبة الحضرمية والقبائل في وادي حضرموت بطرد القوات الشمالية من المنطقة.
ومن المقرر أن تستمر أعمال اللقاء التشاوري في جلسات مغلقة حتَّى يوم الأحد القادم، والخروج ببيان ختامي بما تم الاتفاق عليه.
وتشهد الساحة الجنوبية تقاربا ملحوظا، جاء تتويجا للجهود المضنية التي يبذلها المجلس الانتقالي الجنوبي في سبيل استعادة دولة الجنوب.
ولا ينكر مراقبون وناشطون جنوبيون المخاطر المحدقة بالمجلس الانتقالي، جراء هذه الخطوات والنجاحات السياسية الساحقة. وقال الناشط سليمان المشجري إنّ “المجلس الانتقالي بهذه الخطوة وجه درسا في التكاتف والاصطفاف وحسن التعامل مع شعبه”.
وأضاف “للصوت الجنوبي”: “نحن مستعدون للتضحية بكل ما هو غال ونفيس في سبيل وطننا، وفي سبيل حماية قياداتنا من كيد الأعداء”.
واستطرد قائلا: “قيادتنا اليوم ليست كقيادة الأمس، ولكل نجاح ضريبة، ولا نتمنى أن يكون فقدان أحد قياداتنا هو ضريبة هذا الاصطفاف الجنوبي الكبير والنجاح الذي نحن بصدده”.
ووجه المشجري عبر “الصوت الجنوبي” رسالة، قال فيها: “يا شعب الجنوب، عليكم الوقوف خلف قيادتكم في هذه المرحلة التاريخية الحرجة، هناك مؤامرات يتم طبخها لنا على نار هادئة لافشال الانتصارات التي تحققها قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل متواصل، لكن الله سيكفينا شر الكائدين”.
أبريل 8, 2025
أبريل 5, 2025
مارس 30, 2025
مارس 22, 2025