من بين العلاقات الاستراتيجية الفريدة التي تجمع بين الجنوب العربي وأشقائه، فإنّ العلاقات مع مصر واحدة من أهم تلك العلاقات في ظل التحديات المشتركة والمصير الواحد.
وفي إطار طبيعة هذه العلاقات المتينة، استقبل الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الوفد العسكري المصري الذي يزور العاصمة عدن في الوقت الحالي، برئاسة اللواء محمد إسماعيل عبدالفتاح.
وفي مستهل اللقاء الذي حضره الفريق محسن الداعري وزير الدفاع في حكومة المناصفة، رحّب الرئيس القائد الزُبيدي بالوفد المصري، مشيدا بالعلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بلادنا وجمهورية مصر العربية.
وثمّن الرئيس القائد موقف مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الداعم لمجلس القيادة الرئاسي، ومواقفها الإنسانية تجاه شعبنا في مختلف المراحل، وكذا الدور المحوري للجيش المصري ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وبحث الرئيس الزُبيدي خلال اللقاء، سُبل التنسيق والتعاون المشترك بين بلادنا وجمهورية مصر العربية، في عدد من الجوانب العسكرية، أهمها التأمين الفني، وإعادة تأهيل ورش الصيانة التابعة لوزارة الدفاع، وجانب التدريب والتأهيل للأفراد والضباط، وما يمكن أن تقدمه القوات المسلحة المصرية لبلادنا في هذا الجانب.
وتطرق اللقاء إلى الدور الذي تضطلع به قوات البحرية المصرية ضمن القوات الدولية المشتركة لتأمين باب المندب وخليج عدن، لحماية أمن وسلامة المياه الإقليمية والدولية وخطوط الملاحة الدولية.
حضر اللقاء اللواء الدكتور صالح محمد حسن مساعد وزير الدفاع، واللواء صالح علي حسن رئيس هيئة العمليات المشتركة، والعميد أحمد سالم الوادي مدير دائرة التسليح العام بوزارة الدفاع، وعماد محمد مدير مكتب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية.
توطيد العلاقات مع مصر أمرٌ يحمل الكثير من الأهمية، في ظل ما تملكه مصر من مقومات لا سيما على الصعيد العسكري، وكونها تمثل رقما أساسيا في جهود تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب.
ودائما ما ينظر إلى قواسم مشتركة بين مصر والجنوب العربي على صعيد مكافحة التحديات، ومن بين هذه القواسم التعرض لصنوف من الإرهاب الذي ينفذه تنظيم الإخوان الإرهابي.
فكل من الجنوب العربي ومصر تعرضا – ولا يزالان – لتحديات أمنية جسيمة، لها الكثير من التبعات والتداعيات على الاستقرار في المنطقة برمتها من قبل ممارسات تنظيم الإخوان الإرهابي.
وكان النجاح في كبح جماح التحديات والقدرة على تحقيق الاستقرار من القواسم المشتركة الفريدة التي جمعت بين الجنوب العربي ومصر، وهو ما يجعل الشراكة الاستراتيجية فيما بينهما ضرورية للتغلب على مختلف التحديات.
وتتعلق التحديات على وجه التحديد، بالشق الأمني في ظل ما تملكه مصر من قدرات في هذا الإطار، والحديث يخص تحديدا الأمن الملاحي في المنطقة، والدور الكبير الذي يُعوَّل على مصر في هذا الجانب.
ومن صور الاستفادة أيضا من هذه الشراكة هو التدريب العسكري، إذ يمكن الاعتماد على الجيش المصري في مهمة تدريب وتطوير القدرات العسكرية للجندي الجنوبي، على النحو الذي يجعله أكثر قدرة على دحر الإرهاب، ومن ثم تشكيل حصن أشد متانة من أجل حماية الوطن.