الإثنين, أبريل 7, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
يعيش اليمن كارثة إنسانية واقتصادية هي الأسوأ حتّى الآن، ضاعفت من معاناة اليمنيين، وتسببت بمقتل آلاف في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية.
وخلفت الحرب التي دخلت عامها التاسع في اليمن، الكثير من المصابين بعاهات مستديمة لا أمل لشفائها. وفاقمت من معاناة ذوي الدخل المحدود من الأصحاء، وأصبحوا غير قادرين على شراء المواد الغذائية، ومن معاناة المرضى، وأصبحوا عاجزين عن شراء العلاجات التي تتطلبها حالاتهم المرضية.
وفي يوميات المرضى، يصبح البحث عن الأدوية والعلاجات الحيوية، والمستلزمات الطبية اللازمة التي تساعدهم في العلاج معاناة دائمة وشاقة، لا تنتهي إلا بنفاذ صبرهم ومالهم.
صعوبة الحصول على العلاج
وفي جنوب اليمن، يعاني المرضى من صعوبات كبيرة في الحصول على العلاج والدواء. ويعيش العديد منهم تحت خط الفقر، وليس بمقدور البعض منهم تحمل نفقات الأمراض المزمنة التي تتطلب علاجات مستمرة ومكلفة، مثل: أمراض ضغط الدم، والسكري، والقلب، وأمراض الجهاز التنفسي والكلى، مما يؤدي إلى تفاقم حالتهم المرضية ودنو الأجل.
وفي أحيان كثيرة، يلجأ بعض المرضى إلى شراء بدائل غير مضمونة أو أدوية مهربة، لا تتوفر فيها المعايير الصحية والآمنة، إما عند تعذر العثور على الأصناف المطلوبة بالنسبة للمقتدرين، أو لتوفير بعض المال بالنسبة للنقيض، وهو الأمر الذي يزيد من الخطورة على حياة هؤلاء.
وفي ظل الظروف الراهنة، أصبح توفير العلاج لا يقل أهمية عن توفير المساعدات الإنسانية، لا سيّما مع ارتفاع أسعارها، وانقطاع وتأخر صرف المرتبات، فضلاً عن تدنيها وعدم تلبيتها لتوفير أدنى متطلبات الأسر.
ومن أبرز الأدوية الباهظة والأكثر طلبا في اليمن بشكل عام، هي: علاج مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، مضادة الفيروسات، الأدوية المضادة للسرطان، أدوية أمراض القلب والشرايين وأدوية الصرع، بالإضافة إلى الأدوية الأساسية: مثل مضادات الحمى والمسكنات التي تثقل كاهل البسطاء.
ويقول الصيدلاني خالد الحبشي “للصوت الجنوبي”: إنّ “الأمراض المزمنة والحالات الصحية الحرجة، تتطلب علاجات مستمرة ومكلفة، ولا يستطيع كثير من المرضى تحمل أعبائها، في حين أن البعض تركها منذ سنوات”.
مأساة المرضى
بالنسبة للشاب يسلم باحداد، فقد ترك والده الستيني، أخذ الأدوية والعلاجات الخاصة بالكوليسترول وضغط الدوم والسكري منذ أن التحقت أختي بالجامعة في العام 2019.
وقال باحداد ” للصوت الجنوبي”: إنّ “جميع محاولات والده في البحث عن العلاجات البديلة والطرق التقليدية، لم تكن كافية لتحسين حالته”.
وأضاف الشاب: “يعاني أبي من آلام وأعراض جسدية مزعجة منذ العام الماضي، وتفاقمت حالته الصحية مؤخراً، وتكفل بعض الخيرين بعلاجه في الخارج، وهو يخضع الآن للعلاج بجمهورية مصر”.
محمد بن سعدون، طبيب عام بمشفى خاص بالمكلا، قال ” للصوت الجنوبي”: إنّ “الوضع الصحي في الجنوب متردٍ للغاية، خصوصا في ظل الصراع، ويعاني كثير من المرضى من صعوبة الحصول على علاج لحالاتهم المرضية”.
وأضاف: “كما أنّ كثيراً منهم يعانون من تأخر التشخيص، وهذا يؤثر بشكل كبير على حالتهم الصحية واستمرارية حياتهم، بعد القدرة الإلهية”.
ومضى الطبيب بن سعدون، قائلاً: “نحن بحاجة إلى إجراءات فعالة للتخفيف من معاناة المرضى، وعلينا أن نعمل بشكل أكثر إنسانية الناس تموت في البيوت بسبب عدم تمكن بعضهم من شراء الدواء”.
وأشار إلى أنّ هناك ضرورة إلى “زيادة الميزانية المخصصة للرعاية الصحية لتوفير الأدوية والمعدات الطبية ورواتب العاملين في المجال الطبي، وتوفير الدعم من المانحين الدوليين، وإصلاح نظام التأمين الصحي بحيث يشمل الفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود لتمكينهم من الحصول على الرعاية الصحية.”
ومع غياب الحلول الدائمة لتحسين الوضع الصحي العام، أصبح دعم وتشغيل المستشفيات والمرافق الصحية الحكومية المدعومة ضرورة ملحة، لتخفيف حدة المعاناة، وإنقاذ المرضى من انتظار الموت.
وفي سبتمبر من العام 2014، سيطرت مليشيات الحوثي، على مدينة صنعاء، وأدخلت البلاد في نفق مظلم ما يزال اليمنيون في الشمال ينتظرون الخروج منه بفارغ الصبر.
وفي مارس 2015، أطلق تحالف عسكري مكّون من 10 دول، بقيادة السعودية “التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن”. وكبح التحالف العربي الذي تشارك فيه دولة الإمارات، جماح المليشيات، وحال دون تمدد سيطرتها في اليمن، لا سيما باتجاه الجنوب.
أبريل 5, 2025
مارس 30, 2025
مارس 22, 2025
مارس 20, 2025