الأربعاء, أبريل 9, 2025
لخص أ.د. فضل الربيعي دراسة بحثية عن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في محافظة المهرة قدمها كمداخلة خلال أعمال مؤتمر (المهرة عبر التاريخ.
ملخص الدراسة :
يشير مفهوم التغير الاجتماعي إلى تبديل الشيء، أو انتقاله من حال إلى آخر، وهو عملية تنتج عنها تغير في المظاهر والأحداث، تتم عبر الاستجابة لمجموعة من العوامل التي تؤدّي إلى تغيير الاشياء والمظاهر في النظم الاجتماعية، وبناءها ووظائفها، أو في المعايير والادوار التي يقوم بها الأفراد والجماعات في المجتمع. وهذا التغير يتم عبر الزمن، إذ لا يمكن قياسه أو ملاحظته إلاَ من خلال الزمن، وهو ناتج لتأثير عدد من العوامل المادية وغير المادية.
وعليه فأننا نقصد بالتغير الاجتماعي ” في دراستنا الراهنة” هو كل ما يتصل بالتحول أو التبدل الذي حدث في واقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية في محافظة المهرة سوى كان في النظام الاجتماعي أو العلاقات الاجتماعية ومظاهر السلوك، أو في القيم والمعايير الاجتماعية التي تؤثر في سلوك الأفراد والجماعات وتحدد مكانتهم وأدوارهم في المجتمع، والتي جرت في المدة الزمنية التي تبحثها الدراسة.
إذ تًعد هذه الدراسة مقاربة تحليلية تفسر بعض عوامل ومحددات ذلك التغير الاجتماعي في محافظة المهرة من خلال تسليط الضوء على الخلفيات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في محافظة المهرة ومتابعة عملية التغيرات التي حدثت في بنيتها ووظائفها وادوارها، ومعرفة العوامل التي ساعدت على احداث هذا التغير ومدى تأثيره في المجتمع.
شملت الدراسة أربعة اقسام رئيسية هي:
– القسم الأول: المقاربة المنهجية للدراسة وخطواتها الإجرائية.
– القسم الثاني: لمحة عامة عن محافظة المهرة.
– القسم الثالث: مراحل وعوامل التغير الاجتماعي في محافظة المهرة .
– القسم الرابع : عرض وتحليل نتائج الدراسة الميدانية.
تضمن القسم الأول، منهج الدراسة واهميتها وأهدافها، والكلمات المفتاحية؛ فضلا عن الخطوات الإجرائية التي اتبعتها الدراسة الميدانية كتصميم أداة البحث واختيار العينة وعرض خصائصها.
حيث تمحورت اهداف الدراسة في ثلاثة اهداف رئيسية هي:
1. إبراز أهمية أنثروبولوجيا محافظة المهرة.
2. الكشف عن العوامل والأسباب التي أدت إلى التغير الاجتماعي في محافظة المهرة.
3. الوصول إلى استنتاجات وتوصيات تساعد على اجراء العديد من الدراسات الأنثروبولوجيا في محافظة المهرة. كما تم تصميم إداه البحث (الاستبيان) واختيار العينة بالطريقة العشوائية في ضوء أهداف الدراسة وإجراءاتها المنهجية، حيث تم توزيع الاستبيان عبر الوسائط الإلكترونية بطريقة عشوائي في مجتمع الدراسة، عبر الوتساب والفيس بوك، ونشرها في الجروبات العامة لأبناء المهرة.
شمل الاستبيان (18 سؤالا) منها (6 أسئلة) تتعلق بالبيانات الأساسية لأفراد العينة -المستطلع رأيهم- بينما (12 سؤالا) تضمنت موضوع الدراسة. وقد تم متابعة وصول الاستبيان إلى أفراد العينة واستلام إجاباتهم التي بلغت (40) استمارة عبر الايميل الخاص بالاستبيان، وبعد جمعها تم معالجة البيانات وفرزها وتحليلها.
وفقا لطبيعة وخصوصية موضوع الدراسة اعتمد الباحث على المنهج الاثنوجرافي الذي تستند إليه الدراسات الانثروبوجية في تفسير وتحليل عمليات التغير الاجتماعي في المجالات الإنسانية والثقافية من عادات وتقاليد وعلاقات اجتماعية التي يتميز بها مجتمع المهرة؛ فضلا عن المنهج الوصفي التحليلي حيث تم الاستفادة من هذا المنهج في تحليل وعرض نتائج الدراسة الميدانية.
فيما جاء القسم الثاني الموسوم بـــــ ( لمحة عامة عن محافظة المهرة) الذي شمل خلفية تاريخية عامة عن بداية تواجد قبيلة المهرة وتسميتها، واستقرارها، مستعرضين لمحة سريعة عن اللغة المهرية، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي كانت سائدة في المهرة ما قبل 1967م، وقد ظل أبناء المهرة متمسكين بالوضع القبلي السابق إلى حد كبير من حيث التقاليد والترابط الاجتماعي، إذ مازالوا متماسكين ومتضامنين فيما بينهم إلى حد كبير جداً، ويتمتعون بروح وفيرة من التضامن والتعاون الاجتماعي فيما بينهم.
وخصص القسم الثالث الموسوم بـــــ ( مراحل وعوامل التغير الاجتماعي في محافظة المهرة ) حيث تم تقسيم مراحل التغير الاجتماعي والاقتصادي التي مرت بها محافظة المهرة إلى مرحلتين أساسيتين هي: المرحلة الأولى ( 1967 – 2004م) امتدت هذه المرحلة منذُ استقلال الجنوب عن الاستعمار البريطاني في العام 1967م وإعلان جمهورية اليمن الجنوبية، وتأسيس المحافظة وفق التقسيم الإداري للجمهورية الحديثة، حيث دخلت محافظة المهرة مرحلة جديدة في تاريخها اختلفت عما كانت عليه في السابق، تم فيها تأسيس إدارة السلطة المحلية في المحافظة، ودخول التعليم النظامي وبناء المدارس والمستشفيات الصحية، وتأسيس نواة للشرطة والقضاء فضلًا عن تواجد لوحدات الجيش النظامي للجمهورية في محافظة المهرة بحكم أنها محافظة حدودية. وانطلق التوجه العام للنظام الجمهوري نحو بناء تنمية اجتماعية واقتصادية حديثة انعكست في مجموعة من المشاريع التنموية في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وإعطاء الفرص المناسبة لمشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
أبريل 8, 2025
أبريل 5, 2025
مارس 30, 2025
مارس 22, 2025