الصوت الجنوبي – تقرير خاص في مطلع نيسان/ إبريل 2015، أعلن تنظيم القاعدة السيطرة على مناطق ساحل حضرموت، جنوب اليمن، دون أي مقاومة تذكر من قبل الأمن المركزي في الساحل، الذي كان يسيطر عليه ضباط وعسكريون من شمال اليمن، إبان فترة النظام السابق. لم تكن مخاوف السكان من حدوث تغيير ديموغرافي أو حتى في العقائد..." />
في مطلع نيسان/ إبريل 2015، أعلن تنظيم القاعدة السيطرة على مناطق ساحل حضرموت، جنوب اليمن، دون أي مقاومة تذكر من قبل الأمن المركزي في الساحل، الذي كان يسيطر عليه ضباط وعسكريون من شمال اليمن، إبان فترة النظام السابق.
لم تكن مخاوف السكان من حدوث تغيير ديموغرافي أو حتى في العقائد الدينية في الساحل حديث الناس ذلك الحين؛ إذ إنّ الأهالي حرصوا على البقاء بعيدا من التنظيم الإرهابي قدر الإمكان، حتى قرر الأخير أن يتعايش مع المجتمع المعروف بسلميته.
لحسن الحظ، لم يفرض التنظيم تغييرات في الجانب الديني، الأمر الذي قابله تعايش مجتمعي “يسوده الحذر”، لاسيما أن التنظيم المتشدد ضمّ أعدادا كبيرة من أبناء المحافظات الشمالية.
هدم المؤسسات الحكومية
لقد كرس تنظيم القاعدة وجوده في حضرموت لهدم المؤسسات الحكومية والأمنية واستبدالها بمراكز يقودها عناصره فقط؛ بهدف بناء دولة ذات طابع اسلامي، قبل أن يخفق في ذلك.
وبالنسبة لصحفيين محليين، محمد جبران، على سبيل المثال، يرون أن تلك الجماعة خلعت البدلة العسكرية وارتدت العباءة الإسلامية لنهب ثروات المحافظة فقط.
“لم تتجاوز أطماع التنظيم إطباق السيطرة على موارد المحافظة الغنية بالنفط، إضافة إلى الضرائب، لتعزيز السيولة النقدية والاحتفاظ بما تم نهبه من البنك المركزي بالمكلا”، يقول حبران للصوتي الجنوبي.
ويضيف: “لا ترقى هذه الجماعة إلى أن تُسمى تنظيم القاعدة. لا شك أنها جماعة شمالية هدفها استنزاف ثروات حضرموت فقط”.
ولم يستبعد جبران أن تكون عناصر هذه الجماعة من منتسبي المنطقة العسكرية الثانية “الشمالية” آنذاك، وبعض منتسبي المنطقة الأولى، التي يشكل أبناء الشمال فيها السواد الأعظم.
وأشار إلى أنّ الحوثيين والقاعدة يعملان تحت هدف مشترك وهو نهب ثروات الجنوب بأي سبل ممكنة.
الحوثي يصل شبوة
بعد سيطرة جماعة الحوثي على عدة مناطق بمحافظة شبوة، تصاعدت وتيرة التحذيرات من دخول الجماعة المناطق المحررة من جهة، والمحافظات الشرقية من جهة أخرى.
ولم تكتفِ جماعة الحوثي بالسيطرة على مناطق شبوة فحسب؛ لكنها توجهت نحو الدين الذي تسيسه وفق أطماعها لدعم تحركاتها المتطرفة تحت عباءة الجهاد.
وينظر الحوثيون إلى المدارس في مناطق سيطرتهم، على أنها معسكرات تدريبية لتخريج المجاهدين؛ وذلك لسهولة العبث والتأثير على معتقدات الأطفال والشباب على حد سواء، الأمر الذي يساعد الجماعة على التحشيد وكسب مزيد من الوقت، الذي تستغله الجماعة كعنصر أساسي في حربها الطائفية.
وبالفعل، أفادت شهادات من حضروا تلك الفترة أنّ الحوثيين فرضوا على طلاب المدارس ترديد شعارات دينية وطائفية منذ بداية تغلغلها في مناطق المحافظة.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، سيطرت جماعة الحوثي على مديريتي العين وبيحان، إلا أنها لم تنجح في السيطرة على بقية مناطق شبوة، وصولا إلى محافظة حضرموت التي تشهد استقرارا أمنيا في مناطق الساحل.