الثلاثاء, أبريل 8, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
أفادت شركة أمبري العالمية للأمن البحري والاستخبارات، بأن “قوة ذات هوية غير معروفة” قد استولت على ناقلة نفط تابعة لإسرائيل قبالة سواحل عدن.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن أمبري قولها إن الناقلة الكيماوية “سنترال بارك”، التي تمتلكها شركة زودياك ماريتايم التابعة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر، تم الاستيلاء عليها في خليج عدن.
ولم يتضح بشكل قاطع من قام بالهجوم، ولكن أمبري أشارت إلى أن مليشيات الحوثيين الإرهابية، المدعومة من إيران، قد هددت في السابق بمهاجمة السفينة إذا لم تتجه نحو ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه المليشيات.
وفي وقت سابق، كانت قد حذرت السفينة الحربية الأمريكية سنترال بارك من تجاهل تهديدات المليشيات، دون التعامل معها بحزم.
ووفقًا لأمبري، اقتحم المهاجمون، الذين أكد المجلس الانتقالي الجنوبي أنهم حوثيون، سنترال بارك بالقرب من شواطئ مدينة عدن الساحلية.
وذكرت أمبري أن سفينة أخرى في المنطقة أبلغت عن اقتراب ثمانية أشخاص على متن قاربين يرتدون الزي العسكري، وتم توجيه هذا التحذير أيضًا إلى السفن في المنطقة من خلال عمليات التجارة البحرية التابعة للجيش البريطاني في المملكة المتحدة.
وغادرت سنترال بارك المغرب وعبرت قناة السويس في 21 نوفمبر، قبل أن يتوقف نظام الملاحة الخاص بها في 22 نوفمبر، حسبما ذكرت أمبري.
وتحمل سنترال بارك العلم الليبيري، وفقًا للمواقع الملاحية، ونفت قناة كان 11 الإسرائيلية وجود مواطنين إسرائيليين على متن الناقلة.
موقف الجنوبيين
ويوم الأحد الماضي، قال المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان له: “يتابع المجلس الانتقالي الجنوبي بقلق بالغ سلوكيات مليشيات الحوثيين الإرهابية المهددة للأمن والسلم في المنطقة، ويؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي إن سلوك الحوثيين الإرهابي يقدم البرهان القاطع عن نهجهم السياسي المعطل لكافة جهود السلام في الجنوب واليمن وعلى مستوى المنطقة، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية جسيمة لمواجهة وردع التهديدات التي تمثلها هذه الجماعة بكل حزم وصرامة”.
وأضاف البيان: أن “ما حدث ويحدث من انتهاكات وعدوان على الجنوب أو ما يطال المواطنين في الشمال والتي امتدت اليوم إلى ممارسة أعمال القرصنة في المياه الإقليمية لخليج عدن، تؤكد أن هذه الجماعة الإرهابية تحاول تبني قضايا إنسانية من اجل محو جرائمها بحق الإنسانية، وانها مجرد أداة ايرانية مؤذية لبلادنا ولجوارنا الإقليمي”.
ولفت البيان إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي إذ يدين هذا السلوك الإرهابي الذي يهدد بشكل مباشر أمننا الغذائي وينذر بمضاعفة الأزمة الإقتصادية والإنسانية التي تعيشها بلادنا و يهدد الملاحة الدولية وخطوط التجارة في باب المندب وخليج عدن والبحر الاحمر، فإنه يؤكد في ذات الوقت استعداده الدائم للعمل على تأمين مسار الملاحة الدولية وردع السلوك الارهابي الحوثي، وذلك من خلال رفع جاهزية قواتنا البحرية الجنوبية والعمل على تطويرها، بالشراكة مع دول التحالف العربي والشركاء الإقليميين والدوليين”.
ذريعة الحوثيين
وفي غضون ذلك، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن سنترال بارك كانت تحمل طاقمًا مؤلفًا من 22 شخصًا، وكانت تحمل شحنة كاملة من حمض الفوسفوريك.
كما أشارت إلى أن شركة زودياك ماريتايم قد أنشأت فريقًا لإدارة الأزمات في لندن للتعامل مع هذا الحادث، ويدير السفينة طاقم بجنسيات مختلفة.
وفي هذا الصدد، قال الناشط السياسي عوض الباراسي في حديث “للصوت الجنوبي”: إنه “في ضوء التقارير الأخيرة، تتجلى العديد من القضايا والتحديات السياسية والأمنية التي يتعين على المجتمع الدولي معالجتها بجدية وحزم”.
وأضاف: “في البداية، يتطلب هذا الحادث تحركًا فوريًا من قبل الأطراف المعنية للتحقيق في الحادث وتحديد الجهة التي قامت بالاستيلاء على الناقلة. يجب أن يتم تحميل المسؤولية على الفاعلين وتقديمهم للعدالة، بغض النظر عن هويتهم حوثيون أم غير حوثيين”.
وتابع: “إن استهداف السفن التجارية والناقلات يشكل تهديدًا جديًا لحرية الملاحة واستقرار البحر الأحمر والممرات المائية الهامة. علاوة على ذلك، يجب أن تتعاون الدول والمنظمات الإقليمية والدولية لتعزيز الأمن البحري في المنطقة، ويجب إشراك القوات الجنوبية في هذه المهمة لما تتمتع به من وطنية عالية”.
ولفت إلى أنّه ينبغي تعزيز التعاون الاستخباراتي وتبادل المعلومات بين الدول لمكافحة التهديدات البحرية والقرصنة، من خلال تعزيز التنسيق والتعاون العسكري والأمني، وتوفير الدعم اللوجستي والتدريب للدول المتأثرة.
ورأى الباراسي أن هناك ضرورة لجهود دبلوماسية مكثفة لحل الأزمة في اليمن بشكل شامل وعادل ومستدام يلبي طموحات شعب الجنوب، وقال: إن “الصراع المستمر في اليمن يشكل بيئة مناسبة لتعمل الجماعات المسلحة وتهديدات الأمن البحري، ونبغي على المجتمع الدولي العمل على تعزيز الحوار والتفاوض بين الأطراف المعنية لإحلال السلام وتحقيق الاستقرار في اليمن”.
وأكد الباراسي أنه يجب أن يكون هناك التزام دولي قوي بحماية حرية الملاحة وأمن الممرات المائية الحيوية، نظراً إلى أنّ البحر الأحمر وقناة السويس يعتبران ممرًا حيويًا للتجارة العالمية، ويجب على الدول أن تعمل سويًا لضمان سلامة الملاحة وحماية السفن والناقلات من التهديدات.
تهديد الحوثيين
نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول دفاع أميركي قوله إن الهجوم الذي شنه الحوثيون على سفينة “غالاكسي ليدر” يشير إلى تلقيهم تدريبا على يد جيش محترف، يمكن أن يكون قوات إيرانية.
وذكرت الوكالة أن شركتين استخباريتين وجدتا أن التكتيكات التي استخدمها الحوثيون تشبه تلك التي استخدمها الحرس الثوري الإيراني في احتجازه سفنا خلال السنوات الماضية.
على المستوى الإقليمي والدولي، يجب أن تتعاون الدول في تعزيز الأمن البحري ومكافحة التهديدات البحرية بشكل فعال، لفت الباراسي، واستطرد قائلا: “ينبغي تعزيز علاقات التعاون الثنائي والمتعددة الأطراف، وتبادل الخبرات والمعلومات، وتنسيق الجهود لمكافحة القرصنة والتهديدات الأمنية الأخرى في المنطقة”.
ونوه الناشط السياسي إلى أهمية التزام الدول بتنفيذ التدابير الأمنية اللازمة، مثل توفير الحماية البحرية للسفن وتطوير القدرات البحرية لمكافحة الجرائم البحرية.
وتحدث الباراسي عن أهمية تظافر الجهود اللازمة لمكافحة التهديدات البحرية والحد من انتشارها، وضمان حقوق وحريات الملاحة في المياه الدولية، وقال: إن “الاستقرار والأمن البحري يعززان التجارة العالمية والتنمية الاقتصادية والازدهار الإقليمي”.
من جانبه، قال الأكاديمي الجنوبي الدكتور سالم الأبيني “للصوت الجنوبي”: إن “هذا الحادث الذي تعرضت له الناقلة، يجب أن يكون محطة تذكير للمجتمع الدولي بأن الأمن البحري ليس مجرد قضية فردية تتعلق بالملاحة والتجارة فحسب، بل هو جانب حيوي من الأمن العالمي نفسه”.
وأضاف: أن “استهداف مليشيات الحوثيين الإرهابية الناقلات والسفن التجارية يشكل تهديدًا خطيرًا لحرية الملاحة وسلامة السفن والبحارة، وبالتالي يؤثر على الاقتصاد العالمي واستقرار العالم”.
ولفت إلى ضرورة إدارك أن هذا الحادث يندرج ضمن سياق أوسع للتوترات والصراعات الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن استمرار الصراع في اليمن وعدم تحقيق تسوية سياسية شاملة يفسح المجال لتصاعد التوترات والأعمال العدائية.
وقال الصحفي، مراد النخعي “للصوت الجنوبي”: إن “تكرار حوادث اعتراض السفن التي تتبع الشركات المرتبطة بإسرائيل، دفع وزراء خارجية دول مجموعة السبع مليشيات الحوثيين بالتوقف عن تهديد النقل البحري والإفراج عن طاقم سفينة الشحن التي استولوا عليها في البحر الأحمر”.
وأضاف: أن “الوزراء دعوا جميع الأطراف إلى عدم تهديد أو عرقلة الممارسة القانونية لحقوق وحريات الملاحة لكل السفن”.
وبحسب البيان، قال وزراء الدول السبع: “ندعو بشكل خاص الحوثيين لأن يوقفوا فورا هجماتهم على المدنيين وتهديداتهم لممرات الشحن الدولية والسفن التجارية، والإفراج عن السفينة غالاكسي ليدر وطاقمها، والتي تم الاستيلاء عليها بشكل غير قانوني في المياه الدولية في 19 تشرين الثاني/نوفمبر”.
وطالب وزراء خارجية دول مجموعة السبع الأربعاء الماضي الحوثيين بـ”التوقف فورا” عن تهديد النقل البحري والإفراج عن طاقم سفينة شحن استولوا عليها في البحر الأحمر قبل عدة أيام.
أبريل 8, 2025
أبريل 5, 2025
مارس 30, 2025
مارس 22, 2025