السبت, نوفمبر 23, 2024
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
عندما يتعلق الأمر بجمال الطبيعة وتنوعها، يبرز أرخبيل سقطرى كواحد من أروع الوجهات السياحية في العالم. ويقع هذه الأرخبيل في قلب دولة الجنوب العربي. وتعتبر جزيرة سقطرى مكانًا ساحرًا يجمع بين الطبيعة الخلابة والتراث الغني.
وتعرف سقطرى بتضاريسها المتنوعة ومواقعها الطبيعية الفريدة، وتعتبر واحدة من الجواهر النادرة التي لا تزال تحتفظ بجمالها الطبيعي الخالص.
وتأتي سقطرى بمناظرها الخلابة وشواطئها الرملية البيضاء والمياه الزرقاء الصافية لتستحوذ على انتباه المسافرين والمستكشفين على حد سواء. تحظى الجزيرة بتنوع بيئي استثنائي، حيث تتميز بغاباتها الكثيفة، ووديانها الخضراء، وسهولها الخصبة. ولكن ما يميز سقطرى هو مجموعة جزرها المرجانية المذهلة، التي تشكل محمية بحرية طبيعية تحتضن مجموعة متنوعة من الكائنات البحرية النادرة والمهددة بالانقراض.
إلى جانب جمالها الطبيعي، تتميز سقطرى أيضًا بتاريخها الغني وثقافتها الفريدة. وتعد الجزيرة موطنًا لشعب سقطرى الذي يحمل تراثًا عريقًا وتقاليد ثقافية قديمة بالإضافة إلى لغة خاصة يتحدث بها سكان لا يتحدث بها سواهم، تماما كتلك اللغة التي يتحدث بها سكان محافظة المهرة الجنوبية.
بالإضافة إلى ذلك، تعد سقطرى وجهة شهيرة لعشاق الطبيعة ومحبي الأنشطة الرياضية. يمكن للزوار الاستمتاع بالغوص في مياهها الغنية بالشعاب المرجانية والتعرف على الحياة البحرية الساحرة. كما يمكنهم الاستمتاع بالمشي في الجبال واستكشاف الوديان الخلابة والشلالات الجميلة.
أهمية سقطرى
تحظى جزيرة سقطرى باهتمام واسع من قبل الصحافة الدولية التي تتغنى في تقاريرها بالجزيرة المعجزة وما تحتويه من تنوع حيوي فريد ومنظر جمالي أقرب إلى الخيال.
وتبرز جزيرة سقطرى التابعة لدولة الجنوب العربي، بموقعها الاستثنائي كموطن لآلاف الكائنات الوحيدة من نوعها. وتعد جزيرة سقطرى أكبر جزر الأرخبيل، الذي يقع شرق خليج عدن، حيث نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب، وتبعد بحوالي 300 كيلومتر عن أقرب نقطة في ساحل الجنوب، و900 كيلومتر عن العاصمة عدن.
وتشير التقديرات الجيولوجية إلى أن جزيرة سقطرى انفصلت عن أجزاء العالم الأخرى قبل نحو 6 ملايين عام، مما جعلها تطور أنواعاً فريدةً من النباتات والكائنات الحية لتصبح عاشر أغنى جزيرة في العالم من حيث الأنواع التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر على وجه الأرض.
أما عن اسم الجزيرة الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، “سقطرى”، فينحدر من المسمى السنسكريتي القديم، “دفيباساخادارا”، والذي يترجم إلى “الجزيرة المباركة”.
وتحت عنوان ” أرخبيل سقطرى بانتظار السائحين” بدأت وكالة “فرانس برس” تقريرها بوصف جبالها الطويلة، والحياة النباتية والحيوانية الفريدة، وذلك البحر الفيروزي المليء بالدلافين.
وأفادت الوكالة في تقريرها، يبدو أرخبيل سقطرى كجنة بعيدة عن كل شيء رغم النزاع الذي تعيشه البلاد منذ سنوات.
ويقع الأرخبيل في المحيط الهندي على بعد حوالي مئتي كيلومتر من البر الرئيسي، ويتألف من أربع جزر وجزيرتين صخريتين، مع 50 ألف شخص يقطنون هناك غالبيتهم من الصيادين.
التنوع في سقطرى
وقال التقرير إنه موقع استثنائي من حيث التنوع الكبير في نباتاته ونسبة الأنواع المستوطنة”.
وأضاف: بقيت سقطرى بمنأى نسبيا عن نيران الحرب التي تضرب البلاد منذ أكثر من تسع سنوات، وكانت الرحلات الجوية قد توقفت لفترة طويلة بسبب فيروس كورونا.
وقالت: يوجد في سقطرى أيضا شجرة مميزة تعرف باسم “شجرة دم الأخوين” وهي ذات تيجان متميزة تشبه المظلة.
ونشر موقع ” GARGALIANOI” اليوناني في وقت سابق، تقريرا مماثلا يصف سقطرى بأنها المكان الأكثر غرابة على وجه الأرض.
وقال الموقع: إذا كنت ترغب في الحصول على فكرة عما قد تبدو عليه الأماكن الغريبة، فمن المحتمل أن تكون جزيرة سقطرى هي أقرب مثال، حيث تم وصفها بأنها أكثر المناظر الطبيعية غرابة على وجه الأرض.
وأفاد أن سقطرى هي عاشر أغنى جزيرة في العالم من حيث الأنواع النباتية المتوطنة، ومن أهم ميزاتها وجود حوالي 900 نوع من النباتات في الجزيرة، بما في ذلك 307 أنواع من النباتات المتوطنة غير الموجودة في أي مكان آخر على هذا الكوكب.
ولفت إلى أن من أكثر الأمثلة النموذجية، التي تبدو صورتها غريبة تمامًا في الجزيرة، شجرة “دم التنين” (DRACAENA CINNABARI) التي تعطي رؤيتها من الأعلى انطباعًا بوجود صحن طائر أو جسم غامض لمن يتمتعون بمزيد من الخيال، بينما من الأسفل تبدو وكأنها نبات فطر عملاق.
ويذهب الموقع إلى أنه من اللافت للنظر أيضًا الأشجار الرمادية (أبينيوم أوبسوم) بجذوعها السميكة وأغصانها الصغيرة المزهرة بأزهار وردية، يُقال إنها تشبه أرجل الفيل.
يتابع: على نفس القدر من الأهمية هي حيوانات الجزيرة النادرة، مع العديد من الحيوانات الغريبة، والأحياء البحرية التي يصل طول بعضها إلى أربعة أمتار، والطيور النادرة التي يصل عددها إلى 140 نوعًا مختلفًا، تنفرد الجزيرة بـ 10 أنواع لا توجد في مكان آخر في العالم.
وقال الموقع اليوناني إن المناظر الطبيعة المتنوعة مع الجبال المهيبة، التي تجاور الشواطئ الجميلة، مع الرمال البيضاء والكهوف الفريدة وبالطبع النباتات النادرة في الجزيرة هي السبب وراء إدراج الجزيرة في عام 2008 إلى اليونسكو كموقع تراث عالمي.
سحر الجزيرة
في 20 فبراير 2021، كتبت “هيلاري برادت” صاحبة كتاب دليل السفر إلى سقطرى مقالا نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية تقول فيه “أحب أن أكون في سقطرى الجزيرة الجميلة في بحر العرب”.
وأضافت: “لقد مر عام منذ أن وطئت قدمي هذه الجزيرة التي تشكل “مجموعة من الأفلام الخيالية، حيث تنتشر أشجار دم الأخوين في مناظر طبيعية بديعة، والناس ودودون ويرحبون بالضيوف بحفاوة، لكن الوضع العام في حالة من الفوضى، في هذه الجزيرة المعزولة”.
وتابعت: “هناك الكثير الذي لم أره في تلك الزيارة القصيرة جداً في فبراير الماضي، فبعد أن كتبت دليلاً للجزيرة بمساعدة الخبراء والمسافرين الآخرين، أدرك حالياً أنه فاتني الكثير”.
وقالت: “أريد أن أرى التلألؤ الحيوي للبحر ليلاً من أعلى الكثبان الرملية، وأن أغطس فوق أحد الشعاب المرجانية قليلة الاضطراب في بحر العرب وأذهب في رحلة إلى جبال “حجهر” التي ترتفع لأكثر من 1500 متر بشكل مبهر يبعث على الدهشة، من أجل جزيرة بالكاد يصل حجمها إلى حجم شبه جزيرة “كورنوال” جنوب إنجلترا”.
وأوضحت أنّها تحتاج إلى العثور على المزيد من الأحياء المستوطنة في جزيرة سقطرى، خاصة الحرباء المتبخترة، وعناكب “الرتيلاء” الزرقاء المذهلة، وتساءلت الكاتبة البريطانية التي تسعى لتحقيق حلمها بالسفر إلى الجزيرة: “من يدري متى سيكون السفر إلى سقطرى ممكنًا مرة أخرى، لكن سأظل أحتفظ بهذا الحلم”.
نوفمبر 20, 2024
نوفمبر 13, 2024
نوفمبر 8, 2024
نوفمبر 6, 2024