الجمعة, يوليو 11, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خـاص يحتفي أبناء الجنوب في الحادي والعشرين من مايو بذكرى إعلان فك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية عام 1994، وهو القرار الذي جاء تتويجًا لمرحلة عصيبة أعقبت فشل مشروع الوحدة واندلاع حرب صيف ذلك العام. ولأكثر من ثلاثة عقود مازال شعب الجنوب يناضل لاستعادة دولته الجنوبية ونيل الاستقلال التام، وقد شهدت..." />
الصوت الجنوبي – تقرير خـاص
يحتفي أبناء الجنوب في الحادي والعشرين من مايو بذكرى إعلان فك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية عام 1994، وهو القرار الذي جاء تتويجًا لمرحلة عصيبة أعقبت فشل مشروع الوحدة واندلاع حرب صيف ذلك العام.
ولأكثر من ثلاثة عقود مازال شعب الجنوب يناضل لاستعادة دولته الجنوبية ونيل الاستقلال التام، وقد شهدت الثورة الجنوبية مسارات مختلفة وأحداث كثيرة منذُ إعلان فك الارتباط وحتى اللحظة الراهنة.
فك الارتباط .. ومراحل الثورة
يتذكر السياسي عمر حمدون ليلة 21 مايو 1994، وكيف عمت الفرحة حضرموت بإعلان فك ارتباط جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عن الجمهورية العربية اليمنية، حيث أعلنها الرئيس علي سالم البيض من المكلا عاصمة المحافظة، وكيف تم تبادل التهاني بحلول عيدين؛ عيد الأضحى المبارك وعيد إعلان فك الارتباط.
يضيف حمدون في تصريح خاص لـ «الصوت الجنوبي»: ”جرت بعدها أحداث جسام دنست الأرض الحضرمية والجنوبية بأقدام بلاطجة متخلفين إلى أبعد درجات التخلف والهمجية، سالت دماء بريئة لشباب حضارمة وجنوبيين دفاعًا عن العرض والأرض، سادت قيم وأعراف وتقاليد جاهلية قادمة من عصور الجاهلية الأولى حين عمدوا وحدتهم القذرة بالقتل والموت لشعبنا، كيف لا وقد خاضوا حربهم ضدنا تحت شعار يقطر دمًا وهو «الوحدة أو الموت».“
يسترسل حمدون: ”ضاعت الدولة وقوانينها وتشريعاتها وعمت الفوضى كل أرجاء الجنوب، وظهر البؤس مرسومًا على أوجه الجميع؛ إلا أولئك النفر الذين امتلأت نفوسهم بقاذورات الانتقام والتشفي، حين اعتلوا منابر مساجدنا وألزمونا أن نستمع إلى خرافاتهم من أن ملائكة الرحمن قد ساندتهم في غزوهم لأرضنا، واستباحتهم لتقتيل شعبنا، وخرافات أخرى ليس أقلها أنهم قادمون كفاتحين للجنوب لنشر الإسلام وكنس الشيوعية.“
يصف حمدون المشهد قائلًا: ”ظهر البؤس مرسومًا بعلاماته على وجوه أهلنا الصغير منهم والكبير، الرجال والنساء والأطفال، وتعمقت مفاهيم الإجرام والبلطجة القادمة مع الغزاة في النفوس والسلوك، وعرفنا كيف يكون قهر الرجال حين تهان كرامة الرجل أمام أهله وربعه، مرت سنوات حالكة السواد مليئة بالقهر والذل والاستخفاف بكرامة الإنسان، مرت سنوات وشعبنا يتطلع إلى انبثاق فجر الانعتاق من هذا الواقع الكارثي السوداوي.“
يوضح حمدون تسلسل الأحداث في الجنوب: ”لم تمضِ سنوات النصف الثاني من التسعينيات إلا وقد رسم شعبنا أولى خطوات نضاله الرافض لواقع فرض الوحدة بالقوة العسكرية، هكذا ظهرت المقاومة السرية الجنوبية عبر حركة «حتم» في الداخل وحركة «موج» في الخارج.“
يواصل حديثه: ”استمر الرفض خلال السنوات الأولى للألفية من خلال مظاهرات ومسيرات ومهرجانات في حواضر الجنوب، رغم القبضة العسكرية والأمنية الشرسة لقوى المحتل، مرورًا بميلاد مكونات الحراك السلمي الجنوبي كتتويج لمرحلة نضالية، وصولًا إلى تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي كمظلة تنضوي تحتها كل القوى الجنوبية المطالبة بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.“
المجتمع الدولي .. وتقرير المصير
في مثل هذا اليوم المجيد من تاريخ شعبنا الجنوبي، 21 مايو 1994، أعلن القادة الجنوبيون قرار فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية، بعد أن تحوّل مشروع الوحدة إلى احتلال عسكري واغتيال سياسي وتصفية ممنهجة لكل مقومات الدولة الجنوبية.
منسق كتلة ساحل حضرموت بمجلس المستشارين بالمجلس الانتقالي الجنوبي، سالم المرشدي، قال في حديثه الخاص لـ «الصوت الجنوبي»: ”لقد جاءت حرب صيف 1994 لتؤكد أن الوحدة لم تكن سوى غطاء لنهب الجنوب وطمس هويته وإقصاء أبنائه، ولهذا كان إعلان فك الارتباط موقفًا وطنيًا شجاعًا يستند إلى إرادة شعبية حرة لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.“
ووجه المرشدي رسالة للمجتمع الدولي مفادها ”أن قرار فك الارتباط لا يزال حيًّا في ضمير الشعب الجنوبي، وأن مقاومة الاحتلال اليمني بكل أشكاله لا تزال قائمة.“ داعيًا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الفاعلة إلى احترام إرادة شعب الجنوب، وتمكينه من حقه المشروع في تقرير المصير واستعادة دولته الحرة المستقلة، التي كانت عضوًا مؤسسًا في الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة.
يضيف المرشدي: ”لقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يتخلى عن صمته، خاصة بعد مرور (31) عامًا على فك الارتباط، وأن يدعم الحل العادل القائم على دولتين متكافئتين، الجنوب العربي والجمهورية العربية اليمنية، لأن استمرار الاحتلال اليمني للجنوب يشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي والدولي.“
يشير المرشدي: إن ”معركة التحرير لم تنتهِ بعد، وما زال أمام أبناء الجنوب الكثير لاستكمال مشروع الاستقلال، وأهم ما يجب فعله هو تعزيز وحدة الصف الجنوبي، والوقوف خلف القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، فبوحدة الجبهة الداخلية ننتصر.“
ويحث المرشدي على ضرورة ”مواصلة تصعيد العمل السياسي والدبلوماسي في كل المحافل الدولية، لتأكيد عدالة قضية شعب الجنوب وفضح ممارسات الاحتلال اليمني، والتمسك بالسلمية والشراكة الوطنية، وبناء مؤسسات الدولة الجنوبية على أسس العدالة والكفاءة والنزاهة، استعدادًا لاستعادة الدولة المنشودة، وكذا مواصلة النضال الشعبي بكل أشكاله المشروعة، وعدم التراجع عن أهداف الثورة الجنوبية مهما كانت التضحيات.“ موجهًا رسالة للعالم أن الجنوب ليس جزءًا من اليمن، بل وطنٌ له تاريخه وحدوده وهويته، وسيتم استعادته شاء من شاء وأبى من أبى.
تحديات الانتقالي .. وتجسيد الأهداف
تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي في 4 مايو 2017، ليكون الممثل الشرعي لشعب الجنوب في استعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل عام 1990، وبهدف ضم كافة القوى الجنوبية المطالبة بالتحرير والاستقلال في أطر سياسي واحد.
وعن تجسيد الانتقالي لأهداف فك الارتباط، تقول الصحفية صفاء عمر: ”الانتقالي بدأ كما يجب أن يبدأ، فبعد تسلمه قيادة عدن والمحافظات الأخرى حاول جاهدًا ترسيخ نفسه كطرف فاعل في المشهد السياسي، وتمكن من بناء مؤسسات موازية للدولة في المحافظات الجنوبية، ورفع خطابًا واضحًا يطالب من خلاله باستعادة الدولة الجنوبية، ما يُعد تجسيدًا لأهداف فك الارتباط.“
وتضيف صفاء في حديثها الخاص لـ «الصوت الجنوبي»: أن ”الانتقالي أنشأ تشكيلات أمنية وعسكرية موالية له، هذه التشكيلات ساعدت في السيطرة الفعلية على أجزاء واسعة من الجنوب؛ ما يُعتبر تطبيقًا عمليًا لفكرة الحكم الذاتي وفك الارتباط عن صنعاء.“
وترى صفاء: أن ”الجنوب اليوم أقرب من أي وقت مضى لاستعادة دولته، وذلك لعدة أسباب من أبرزها؛ التغيرات الإقليمية والدولية، وضعف سلطة الحكومة المركزية، وصعود الانتقالي كلاعب سياسي وعسكري بارز يحظى بدعم شعبي وتحالفات إقليمية، كما أن التراكمات التاريخية منذ وحدة عام 1990 مرورًا بحرب 1994 ثم أحداث 2015 خلقت وعيًا جنوبيًا متزايدًا بالهوية والاستقلال.“
وعن التحديات التي تواجه الانتقالي قالت صفاء: ”صحيح أن الجنوب لا يحظى باعتراف دولي كدولة مستقلة إلى الآن؛ إلا أن الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي قطع خطوات فعلية نحو تجسيد أهداف فك الارتباط خاصة على الأرض وفي الخطاب السياسي، لكن لا تزال التحديات كبيرة أبرزها غياب الاعتراف الدولي، والانقسامات الجنوبية، وتعقيدات الحرب الشاملة، والملف الاقتصادي والخدماتي.“
إطلاق هاشتاج .. بالتزامن مع الذكرى
ناشطون وسياسيون جنوبيون، أطلقوا أمس الثلاثاء، هاشتاج #الذكرى31لفك_الارتباط على مواقع التواصل الاجتماعي، أشهرها منصة (X).
وأكدوا على أن الوحدة اليمنية انتهت بشكل نهائي بعد أن شنت قوات الاحتلال اليمني حربها الهمجية في حرب صيف 1994م. مشيرين إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، هو حامل قضية شعب الجنوب، ويسير بثبات نحو استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية المنشودة كاملة السيادة.
كما أشاروا إلى أهمية ترسيخ حق شعب الجنوب في استعادة دولته كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو 1990م. منوهين بأهمية تعريف الأجيال الجنوبية الجديدة بأسباب وملابسات إعلان فك الارتباط بعد خيانة شركاء الوحدة وشن حربهم على الجنوب عام 1994م.
وقالوا إن: ”إعلان فك الارتباط عام 1994م يتسق مع مبدأ تقرير المصير المنصوص عليه في القانون الدولي.“ وربطوا حلول الذكرى 31 لإعلان فك الارتباط بالتطورات الميدانية والسياسية التي تؤكد فشل مشروع الوحدة واستحالة استمراره.
وكشفوا الجرائم والانتهاكات التي تعرض لها الجنوب بعد 1994م، داعين نخب الجنوب لإعادة إنتاج الوعي الوطني حول مشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية القادمة. مؤكدين على أن كافة أبناء شعب الجنوب متمسكون بخيار الاستقلال واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدودها المتعارف عليها دوليًا قبل عام 1990م.
ووجهوا رسالة للمجتمع الإقليمي والدولي مفادها بأن «أي حلول دون احترام تطلعات شعب الجنوب مصيرها الفشل»، مشيرين إلى أن قضية شعب الجنوب التحررية أصبحت حاضرة بقوة، وفي واجهة المشهد السياسي العربي والدولي.
وفضحوا ازدواجية بعض الأطراف الشمالية في مجلس القيادة الرئاسي وحكومة الشرعية التي تتحدث عن شراكة بينما ترفض الاعتراف بحقوق الجنوب. مجددين التأكيد على الموقف الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي في استكمال استعادة الدولة الجنوبية المستقلة.
وقالوا بأن المشروع الوطني الجنوبي بقيادة المجلس الانتقالي هو الحل الواقعي لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. مؤكدين على أن الجنوب يمتلك اليوم مؤسسات سياسية وعسكرية وأمنية تؤهله لبناء دولته بواقعية سياسية. مشيرين إلى ضرورة تعزيز الوعي العام الجنوبي بأهمية هذه الذكرى كمحطة مفصلية في مسار الكفاح الوطني لاستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.
وأضافوا: “هناك موقف شعبي جنوبي كبير وموحد خلف المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي. ودعا السياسيون الجنوبيون جميع رواد منصات التواصل الاجتماعي إلى التفاعل بقوة وحيوية ونشاط مع الهاشتاغ.
في الختام، يظل إعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994 محطة تاريخية فارقة في مسيرة شعب الجنوب، شكلت بداية لمرحلة جديدة من النضال ضد ما يعتبره احتلالًا وإقصاءً. ورغم مرور واحد وثلاثين عامًا على ذلك الإعلان، فإن هدف استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة لا يزال هو المحرك الرئيسي للحراك الجنوبي، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لتجسيد هذا الهدف على أرض الواقع.
يوليو 7, 2025
يوليو 5, 2025
يونيو 30, 2025
يونيو 28, 2025