الخميس, مايو 15, 2025
الصوت الجنوبي _ تقرير خـاص
لقد مر عقد من الزمن منذُ ذلك اليوم الذي قال فيه الحضارم إنهم لن يموتوا، بل سيقتلعون الموت من أرضهم، إن الـ (20) من ديسمبر 2013م، يوم خالد من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضُحى؛ بل صنعه الحضارمة بأيديهم وعمدوه بدماء الشهداء، التي سالت في سبيل الكرامة والعزة.
انطلقت الهبة الشعبية الحضرمية بعد مقتل المقدم سعد بن حبريش ومرافقيه، في (2) ديسمبر 2013م، على يد قوات الاحتلال الشمالي في مدينة سيؤن بوادي حضرموت، في حادثة إجرامية هزت حضرموت من أقصى إلى أقصى، وأبرزت واقعاً جديداً على رغم انتقاص المطالب.
_ إجهاض الحلم:
رئيس اللجنة التحضيرية لتسيير أعمال حلف قبائل حضرموت، والتحضير لهيكلة وتدوير الرئاسة، الشيخ خالد محمد الكثيري، قال: «عُقِدت بدعوة كريمة من قبائل الحموم العديد من اللقاءات للإجتماع في ”وادي نحب“ في يوليو 2013م، لمناقشة القضايا التي تهم حضرموت وابنائها والحادثة التي وقعت لإبناء الحموم قبلها بشهر، وخرج الاجتماع بـ (10) بنود تتعلق بمطالب حضرموت وحادثة الحموم، ومن أجل ضمان تحقيق ومتابعة هذه المطالب ولتجاوز الاخفاقات التي رافقت سير كل اللقاءات والمؤتمرات القبلية السابقة؛ إتفق الحاضرون على تأسيس كيان يضم كافة قبائل حضرموت كمرجعية، وقد اعطيت الرئاسة للمقدم ”سعد بن علي بن حبريش العليي“ لفترة التأسيس وقتها».
وأضاف ”الكثيري“ في تصريحه الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“ قائلاً: «اثناء هذه التحضيرات تم إغتيال المقدم ”سعد بن حبريش“ في مدينة سيئون، وكانت تلك بمثابة القضية التي التف حولها كافة ابناء حضرموت، وتواصلت وفود القبائل وكافة شرائح المجتمع، وخرجت تلك اللقاءات بإعلان ”الهبة الشعبية“ للسيطرة على الأرض والثروة، وتداعى لذلك كل أبناء حضرموت وارتعدت قوى النهب وارسلت الوفود للتفاوض ورضخت لمطالب أبناء حضرموت، وأصدر الرئيس ووزير النفط التوجيهات والقرارات التي تمكن أبناء حضرموت في العمل في الشركات النفطية ونقل مكاتبها، وتشكيل قوة حضرمية، وارسلت الرئاسة وفدها بعد تقديم العدائل وهو مايعني الموافقة المسبقة على الحكم، وتم الحكم في القضية وتنفيذ كل البنود المتعلقة بإغتيال المقدم ”سعد بن حبريش“ومرافقه».
وبيّن ”الكثيري“ إن: «النقطة المفصلية كانت في تنفيذ القرارات والتوجيهات الرئاسية والتي تضمنها ”البند السادس“ من الحكم، وهو تشكيل لجنة من رئاسة الوزراء وقيادة الحلف والسلطة المحلية، بمعدل ممثل واحد عن كل جهة يصدر بها قرار وزاري مهمتها تزمين تنفيذ القرار والتوجيهات الرئاسية، وللأسف الشديد رفعت رئاسة الحلف بعدد كبير من الاسماء للجنة وكان هذا هو أحد اسباب الفشل، وقد حذر رئيس لجنة التواصل من إن هذا التصرف سيتسبب في إفشال عمل اللجنة، إن أحد أهم اسباب إنحراف مسار الهبة هو عدم تفعيل الأسس التي قام عليها الحلف والتفرد بالقرار، وعدم وجود الآلية التى تحصن قرارات رئاسة الحلف من التأثيرات والمصالح الشخصية، ووصلت إلى إن انفصل الوادي والساحل بتشكيل مايسمى ”مرجعية حلف قبائل حضرموت“ و”حلف الساحل والهضبة“».
_ الهبة الثانية:
قائد الهبة الحضرمية الثانية، رئيس لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام (حرو)، الشيخ حسن بن سعيد الجابري، أكد: إنَّ «حلف قبائل حضرموت تأسس بدعوة من المقدم سعد بن حبريش، وذلك للوقوف على مطالب أبناء منطقة الامتياز النفطي في توظيف الشركات، والذي واجهته الدولة آنذاك وقوى الفيد بقتله، وتداعت القبائل بالالتفاف حول أولياء الدم وإعلان ”الهبة الشعبية الحضرمية“ المباركة وتمكين الشيخ عمرو بن حبريش الداعي للهبة من رئاسة الحلف».
وأردف ”الجابري“ في تصريحه الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ «الهبة الشعبية قامت لمواجهة التعنت والتصلف الشمالي، والقتل بدم بارد للشهيد ”سعد بن حبريش“، واعتبر أبناء حضرموت دمه ثأر عند الجميع، ووقفوا وقفة مشرفة إلى جانب ”الشيخ عمرو“ ما دفع الحكومة للرضوخ لمطالب الهبة والتحكيم لدى الحموم، وقد تحققت مطالب ”الهبة الأولى“ بعد التحكيم وقبول الحموم التسوية مع الحكومة في قضية الثأر، إضافة إلى إصدار قرارات رئاسية فيما يخص التوظيف في الشركات، بعد نجاح الهبة ورغبة القبائل الحليفة والمجتمع الحضرمي في استغلال الزخم الشعبي ورفع السقف، يبدو إن ”الشيخ عمرو“ كان مكبل بإتفاق التسوية مما حذى به الدعوة لتكوين حامل شعبي يمثل الإرادة الحضرمية ويحقق مطالبها السياسية والحقوقية، وتجاوز سقف حقوق أبناء منطقة الامتياز».
ويرى قائد الهبة الحضرمية الثانية، إنَّ: «الشيخ عمرو بن حبريش كان موفقاً في استجابته للمطالبة الشعبية بتكوين حامل سياسي وإعلان قرار تكوين ”مؤتمر حضرموت الجامع“، والذي عمل بما يستطيع لتحقيق ما يمكن تحقيقه مع وجود بعض الإخفاقات في العمل الميداني، نتيجة لارتباط القيادات بهياكل الدولة وازدواجية تمنع تحقيق مصالح أبناء حضرموت، لذلك جاءت ”الهبة الحضرمية الثانية“ لإحياء جهود أبناء حضرموت بقيادات شعبية تمتلك قرارها بعيداً عن الانتماء للأحزاب وسيطرة الدولة على قرارها».
_ استشهاد بازنبور:
علاء علوي شايف، طالب القانون حينها، والمؤمن بقضية شعب الجنوب العادلة واستعادة الدولة، روى لـ ”الصوت الجنوبي“ لحظة إصابته وإستشهاد البطل ”عمر علي بازنبور“ في اليوم الأول للهبة الشعبية الحضرمية في العشرين من ديسمبر 2013م، قائلاً: «بتوجيهات من قيادات الحراك الجنوبي وبحسب إعلان الهبة الشعبية الحضرمية، الذي نص على إن كل مديرية أو منطقة في حضرموت تتجمع في مواقعها، فقد خرجنا نحن في مدينة المكلا في الـ (20) من ديسمبر 2013م، لإقتلاع قوات الإحتلال الشمالي ورفعنا أعلام الجنوب فوق مراكز الشرطة، وتوجهنا بعدها لإغلاق ”سوق العمودي“ بمنطقة الشرج والذي كان مخصص لبيع القات لمخالفتهم أوامر الهبة الشعبية بعدم بيع القات في ذلك اليوم».
يقول ”علاء“ مستذكراً ذلك اليوم: «إن باعة القات كانوا مستقويين بحماية الحرس الجمهوري والأمن المركزي لهم، حيثُ باشرت هذه القوات إطلاق الرصاص الحي على الجماهير المحتشدة لحظة أقترابهم من السوق، وقد تمت إصابتي بـ ”شضية“ في يدي اليمنى من قبل قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي، وقد كان الشهيد ”عمر بازنبور“ متواجد بالقرب مني على بعد أمتار، وفور مشاهدته لي مصاب أقترب بدراجته النارية مني لإسعافي وكان حينها إطلاق الرصاص بشكل مستمر وهستيري، فطلب مني الشهيد ”بازنبور“ سرعة الصعود معه والخروج من منطقة الاشتباك، فاستجبت له وخرجت من المكان الذي كنت اتحصن فيه بالقرب من الرصيف».
وواصل ”علاء“ حديثه: «أثناء صعودي الدراجة النارية تمت إصابتي برصاصة أخترقت جسمي من الخلف الشق الأيسر وخرجت من الأمام، لتأتي رصاصة الموت القاتلة وتصيب الشهيد ”عمر بازنبور“ في رأسه لنسقط معاً على الأرض، ولقوة إطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الإحتلال الشمالي لم يتمكن أحد من إسعافنا، وبعد مرور وقت تم إسعافنا إلا أن الشهيد ”عمر بازنبور“ قد فارق الحياة ليكون أول شهيد في الهبة الشعبية الحضرمية بمدينة المكلا في الـ (20) من ديسمبر 2013م».
مايو 14, 2025
مايو 10, 2025
مايو 3, 2025
مايو 1, 2025